يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو عشرين من قادة العالم الحلفاء أو الشركاء لعقد القمة السنوية لمجموعة «بريكس» تحالف الدول الناشئة، والذي يأمل الكرملين منه أن يشكل منافسا لـ«هيمنة» الغرب.
وقالت قناة «روسيا اليوم» ان قازان تشهد على مدى 3 أيام فعاليات قمة «بريكس» بنسختها الـ16، بمشاركة نحو 40 دولة، وموضوع القمة الرئيسي هو «تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين».
وتعد هذه القمة الأولى بعد انضمام 5 دولة جديدة لمجموعة «بريكس» في العام 2024.
ومن المقرر أن تشارك في القمة 38 دولة، منها 24 دولة ممثلة بقادتها، أما 8 دول فسيمثلها مسؤولون رفيعو المستوى.
وقالت «روسيا اليوم» تترأس روسيا مجموعة «بريكس» هذا العام وخلال هذه الفترة حددت موسكو 3 أولويات، وهي: السياسة والأمن، والتعاون في الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية، كما نظمت أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي، لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول «بريكس».
وتأتي القمة التي تستمر حتى الغد في قازان فيما تحقق موسكو مكاسب عسكرية في أوكرانيا، وتعقد تحالفات وثيقة مع أكبر خصوم الولايات المتحدة: الصين وإيران وكوريا الشمالية.
يفاخر الكرملين بتنظيم «أهم حدث ديبلوماسي على الإطلاق في روسيا»، في تحد للغرب يهدف إلى إظهار فشل سياسة العزلة التي ينتهجها ضد بوتين منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022.
وفي وسط مدينة قازان على ضفاف نهر الفولغا، تم تعزيز الاجراءات الأمنية إلى حد كبير. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم حث السكان على البقاء في منازلهم.
وبدأ بوتين أمس باجراء لقاءات ثنائية ماراتونية تستمر ايضا حتى الخميس، بحسب الكرملين.
وقد أشاد الرئيس الروسي «بالشراكة الاستراتيجية» بين روسيا والهند خلال لقائه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش قمة بريكس.
وقال في تصريح مقتضب بثه التلفزيون الروسي إن «العلاقات الروسية - الهندية تشكل شراكة استراتيجية مميزة وهي مستمرة في النمو على نحو فعال».
من جهته، أكد مودي لبوتين أن الهند تدعم عودة سريعة للسلام في أوكرانيا.
وأضاف «نعتقد أن النزاعات لا تحل إلا سلميا. ونحن ندعم تماما الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار بسرعة».
كما استقبل يوتين ديلما روسيف رئيسة البرازيل السابقة ورئيسة بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة «بريكس».
وقال بوتين خلال الاستقبال إن زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية لدول مجموعة «بريكس» سيقلل من المخاطر الجيوسياسية.
بدورها، أفادت روسيف بأن توسع مجموعة «بريكس» والتركيز على المشاريع في دول الجنوب العالمي يمثل أولوية للبنك.
ويلتقي الرئيس الروسي اليوم نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي طلبت بلاده، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، الانضمام إلى مجموعة بريكس. كما يجتمع مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
ومن المرتقب عقد لقاء ثنائي غدا الخميس مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وهو اللقاء الأول بينهما منذ ابريل 2022.
وأعلن الكرملين أنهما سيتباحثان خصوصا في ملف أوكرانيا. وأوضح في بيان أنه «إضافة إلى عمل الأمم المتحدة، من المتوقع أن يتطرقا إلى مواضيع الساعة، خصوصا أزمة الشرق الأوسط والوضع حول أوكرانيا».
وجاء في منشور للخارجية الأوكرانية على منصة إكس «لقد رفض الأمين العام للأمم المتحدة دعوة وجهتها أوكرانيا للمشاركة في قمة السلام العالمية الأولى في سويسرا. لكنه، قبل دعوة إلى قازان» وجهها بوتين.