لم تتجاوز نسب توزيع مخصصات مازوت التدفئة البالغة 50 ليترا لكل أسرة الـ 6% فقط في دمشق منذ دخول فصل الشتاء وفق ما صرحت به المحافظة، ما يعني أن الكثير من السوريين سيضطرون لمواجهة البرد القارس قبل ان تصلهم رسالة المخصصات، وقد ينتظرون إلى الشتاء المقبل اذا استمرت وتيرة التوزيع على ما هي عليه، حيث أكدت مصادر المحافظة نفسها أن عدد طلبات مازوت التدفئة بدمشق يقدر بـ 511 ألف طلب، نفذ منها بحدود 31 ألف طلب، هذا فضلا عن رفع سعر اللتر إلى 5 آلاف ليرة أي بزيادة 3 آلاف.
ويعني حصول 31 ألف عائلة فقط في دمشق على المازوت، على الرغم من مضي 40 يوما على البدء بتوزيع المادة، أن على آلاف الأسر الانتظار أكثر من سنة ونصف لتصلها مخصصاتها في حال بقي توزيع المازوت بهذا البطء.
وتبين المصادر الرسمية أن حاجة المحافظات من المازوت يوميا تقدر بـ 7 ملايين ليتر، يؤمن نصفها حاليا للجميع، لكن نسبة المازوت المخصص للتدفئة من إجمالي الكميات لا تتجاوز 10% وهي نسب متفاوتة بين المحافظات.
وتقول موظفة في جامعة دمشق لموقع تلفزيون «سوريا» ان معاناتها تكرر مع بداية كل شتاء للحصول على المازوت، خاصة أنها لم تتسلم لترا واحدا من مخصصاتها السنة الماضية، حالها حال كثيرين، قائلة إن الوعود كانت بأن الأسر التي لم تتسلم العام الفائت لتأخر دورها، حكما ستتسلم هذا العام بشكل فوري، وها قد مر أكثر من شهر ونصف على إعادة طلب إرسالها لشركة المازوت، ولم يصلها شي لغاية اللحظة.
وإذا كان هذا حال العاصمة، فكيف بالمدن الأخرى، التي تحول فيها السوريون للبحث عن وسائل بديلة للتدفئة كالحطب وحرق البلاستيك والملابس البالية أو استخدام مواد تدفئة بدائية كبقايا عصر الزيتون، ولم يعد الأمر يقتصر على الأرياف بل امتد ليشمل المدن.
ويوضح أحد الشبان الذين امتهنوا تجارة الحطب في ريف حمص، قائلا «الحصول على الحطب يتم عبر عدة وسطاء، ومن ثم تتم عملية بيعه في مختلف المناطق وبغض النظر عن تبعيتها سواء للنظام أم غيره»، مؤكدا إيصالهم الحطب إلى بلدات عدة في ريف حماة الشرقي، بالتنسيق بين عدة أطراف مقابل مبالغ مالية كبيرة، ويضيف فراس أن أسعار الحطب تختلف حسب جودته وحسب تقطيعه إن كان جاهزا أم لا، حيث أغلاها السنديان والصنوبر الذي يصل سعر الطن الواحد منها 5 ملايين و500 ألف، فيما يصل سعر طن حطب الزيتون لـ 6 ملايين، واللوز ل مليونين و700 ألف ليرة، بزيادة 200 ألف عن طن حطب الزيتون الذي يصل ل مليونين و500 ألف، فيما يتراوح سعر طن حطب السرو لمليون ونصف، قائلا إن الأسعار تختلف من محافظة لأخرى ولو بهامش بسيط، ويرى فراس بأن معظم الأسر توجهت للتدفئة على الحطب، خاصة في المناطق الجبلية والباردة، متسائلا «50 ليتر مازوت ماذا ستفعل في قرى كالزبداني والقلمون وحمص؟».