القاهرة - هالة عمران
أكد د.مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن عودة شركة النصر للسيارات كان قرارا استراتيجيا للدولة، حيث إن الدولة لم تفرط في قلاعها الصناعية على الإطلاق، بل تستهدف الاستغلال الأمثل للأصول المملوكة لها، مشددا على أن «وثيقة سياسة ملكية الدولة» لا تعني بيع أصول الدولة، بل بالعكس تعظيم الاستفادة واستغلال أصول الدولة، معتبرا أن جانبا مهما من عمل الدولة في هذا الخصوص، يتمثل في السعي إلى الدخول في شراكات مع قطاع خاص كفء في إدارة وتشغيل هذه الأصول، وشركة النصر للسيارات تعد مثالا حيا على ذلك.
جاء ذلك خلال كلمة مدبولي في الاحتفال الذي أقيم في شركة النصر للسيارات، بمناسبة إعادة التشغيل وبدء الإنتاج بمصنع الاتوبيسات، بعد توقف دام أكثر من 15 عاما.
ورحب رئيس الوزراء - في مستهل كلمته - بالحضور في واحدة من القلاع الصناعية الوطنية، وهي شركة النصر للسيارات، معتبرا أن هذا اليوم يمثل عيدا، حيث كان الجميع يحلم بأن تعود هذه القلعة الصناعية إلى الحياة مرة أخرى، ولذا سعت الحكومة بكل السبل على مدار السنوات الماضية، لإعادة إحياء هذه القلعة، عبر محاولات جادة وحثيثة، لما تتمتع بها من بنية أساسية، وموقع، ومقومات، وقوة بشرية، بما يجعلها كنزا لا ينبغي التفريط فيه.
وأوضح مدبولي أن الدولة بذلت كل الجهد لإعادة إحياء هذه القلعة الصناعية المهمة، مع الحرص على استدامة عمل هذه القلعة كي لا تكون مهددة بالتوقف مرة أخرى، من خلال التوصل إلى منظومة تشغيل ذات كفاءة مبنية على الإحياء الحقيقي لهذه الصناعة، مع الإدراك التام بأهمية الشراكة مع القطاع الخاص في مثل هذه المشروعات الكبرى، لأن لديه قدرة أكبر على تحديد الاحتياجات الحقيقية للسوق المحلية أو العالمية، وتنفيذ منظومات شديد الكفاءة في التشغيل والإدارة، مع تحقيق الربحية، وقال «لذلك حرصت الحكومة من أجل ضمان استدامة عودة شركة النصر للسيارات، على أن تكون هناك مجموعة من الشراكات مع مؤسسات دولية تستطيع من خلالها ضمان التشغيل الكفء والفعال، وقراءة احتياجات السوق المحلية والدولية واستدامة العمل».
ولفت د.مصطفى مدبولي، إلى أنه قام أمس على هامش الاحتفالية بالتحدث مع نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، والوزراء المعنيين، حول كيفية تعميق المكون المحلي، وزيادة نسبته في الأتوبيسات التي يتم إطلاقها من 50% إلى 70%، مؤكدا أن لدينا كل المقومات في الدولة المصرية للعمل على زيادة المكون المحلي إلى أكثر من 70%، وبالتالي يجب العمل على أن يكون لدينا منظومة متكاملة للصناعات المغذية للمصانع وبينها هذا المصنع، بداية من البدن، والجوانب، والصاج، والفرش، والزجاج، والموتور، تماما كما يجب العمل في موضوع السيارات الكهربائية على أن يكون لدينا مصنع للبطاريات الكهربائية لجميع المركبات المستهدفة.