- الشرع: سأكون مرتاحاً إذا لم يطلب السوريون ترشحي للرئاسة.. و«إدارة العمليات» تدعو للتطوع في الشرطة وإرجاع الممتلكات العامة المنهوبة خلال أسبوع
غداة احتفالات مليونية عمت مدن وساحات سورية طوال يوم الجمعة الأول بعد «انتصار الثورة» وسقوط نظام بشار الأسد، عاد السوريون لمزاولة حياتهم اليومية بشكل أوسع من الأسبوع الماضي، في وقت وضعت الدول العربية والأطراف المعنية الملف السوري على نار حامية، وتداعى وزراء خارجية مجموعة الاتصال العربية وتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للاجتماع في مدينة العقبة الأردنية لتدارس الأوضاع في سورية، وبحث ما بعد فرار الأسد وتسلم حكومة تسيير الأعمال زمام السلطة.
وأكد وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة الاتصال بشأن سورية لدعم عملية انتقالية سلمية سياسية (سورية ـ سورية) جامعة تتمثل فيها كل القوى وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وأكد أعضاء اللجنة في بيان ختامي عقب اجتماع بمدينة العقبة الأردنية الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة واحترام إرادته وخياراته.
وعن العملية الانتقالية، أجمع الوزراء أنها يجب أن تتم وفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم (2254) وأهدافه وآلياته بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة استنادا إلى دستور جديد يقره السوريون وضمن أوقات محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار.
وشددوا على أن هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حوارا وطنيا شاملا وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية لبناء سورية الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات.
وأكد المجتمعون ضرورة الإيقاف الكامل لجميع العمليات العسكرية والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب وحماية سورية من الانزلاق نحو الفوضى.
ودان المجتمعون توغل قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى داخل المنطقة العازلة مع سورية وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، معتبرين إياه احتلالا غاشما وخرقا للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سورية والاحتلال الاسرائيلي في العام 1974، وطالبوا بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد المجتمعون على أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، وطالبوا مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف اختراقات الاحتلال الاسرائيلي للأراضي السورية.
وأكد البيان ضرورة تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين وتقديم كل العون اللازم لذلك.
وأكدوا«ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين»، كما أكدوا على ضرورة «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته».
وشارك في الاجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية التي تضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية وبحضور وزراء خارجية البحرين ـ رئيس القمة العربية الحالية ـ وقطر والإمارات.
وإلى جانب الوزراء العرب، شارك في الاجتماعات وزراء خارجية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وممثل الأمم المتحدة.
ومن العقبة أيضا دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية غير بيدرسون المجتمع الدولي إلى العمل من أجل تفادي «انهيار المؤسسات السورية» خلال لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل اجتماع اللجنة.
وفي الداخل، عاد السوريون لمزاولة أعمالهم أمس في دمشق وباقي المحافظات بشكل تدريجي، فيما يتوقع ان تستأنف المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات دوامها اليوم. ونشر عناصر شرطة المرور التابعة للسلطات الجديدة في شوارع العاصمة حيث بدأ عاملون بتنظيف الأحياء.
وأعادت أغلبية المتاجر فتح أبوابها، بما فيها سوق الحميدية بدمشق القديمة، وفق ما وكالة فرانس برس. وشدد التاجر أمجد صندوق على ضرورة إنعاش النشاط في السوق، قائلا إن «النظام سقط لكن الدولة لم تسقط».
في غضون ذلك، أكد أحمد الشرع القائد العام للإدارة السورية الجديدة التواصل مع سفارات غربية لاعادة افتتاحها في دمشق.
وأكد الشرع أن «أهدافنا واضحة وخططنا جاهزة للبناء والتطوير في سورية».
وأضاف: «لدينا خطط منهجية لعلاج التدمير الممنهج الذي مارسه النظام»، مؤكدا أن دمشق متأخرة بكل النواحي عما أنجزناه في محافظة إدلب بحكم تجربتنا الإدارية في إدلب سنتقدم في بقية محافظات البلاد.
وقال الشرع ردا على سؤال حول الترشح للرئاسة: إذا لم يطلب السوريون ذلك سأكون مرتاحا.وفي ملفات العلاقات الخارجية، قال الشرع «لسنا بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل»، مؤكدا «ليس لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني». وحول العلاقة مع روسيا، قال «أعطينا الروس فرصة لإعادة النظر في علاقتهم مع الشعب السوري».
وكشف عن أن الإدارة تتواصل «مع سفارات غربية ونجري نقاشا مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق».
وفي السياق، دعت إدارة العمليات العسكرية لإرجاع الممتلكات العامة خلال أسبوع، وقالت: على كل من استولى على ممتلكات عامة تسليمها لأقرب مركز شرطة في مدة أقصاها 7 أيام. وأكدت أن كل من يثبت لدينا ضلوعه في إخفاء ممتلكات عامة سيتعرض للمساءلة والمحاسبة. وشددت على أنه يجب «إعادة كل ما أخذ لاستعادة عمل المؤسسات كافة لبناء سوريا جديدة».
إلى ذلك، دعت وزارة الداخلية عن فتح باب الانتساب لـ«الشرطة - الأمن العام» عبر الالتحاق بكلية الشرطة ـ دورة أفراد ـ وذلك عبر مركز حماة. وحددت عبر وكالة الانباء السورية «سانا» طرق ومواقع الانتساب.