بيروت - بولين فاضل
تحد جديد ومختلف يخوضه المنتج جمال سنان في شهر رمضان المقبل بدخوله سباق المسلسلات بعمل لبناني خالص، وهو الذي دأب منذ فترة طويلة على صنع الأعمال العربية المشتركة وتطعيمها بأسماء سورية ومصرية وخليجية، إلا أن «طبخته» الدرامية هذه المرة بمكونات لبنانية مئة في المئة، بدءا من الكاتبة نادين جابر مرورا بفريق الممثلين وانتهاء بالمخرج فيليب أسمر.
المسلسل يحمل اسم «بالدم»، وهو من النوع الاجتماعي الذي يحاكي القصص العائلية المستمدة من الواقع من بطولة ماغي أبوغصن، بديع أبو شقرا، جيسي عبدو، باسم مغنية، رفيق علي أحمد، وسام فارس، جوليا قصار، كارول عبود، غابرييل يمين، سعيد سرحان، ماريلين نعمان، رولا بقسماطي، سينتيا كرم، نوال كامل، جناح فاخوري، سمارة نهرا، السي فرنيني.
اللافت في هذا العمل انطواؤه على كم من الأسرار التي تشوق المتابعين، إلا أن السر الأكبر يكشف من الحلقة الأولى للتخفيف من ثقل الأسئلة. أما شخصيات المسلسل، فلكل منها خطها الدرامي، لكنه خط غير ثابت وتحكمه التقلبات وفقا لمسار الأحداث والتطورات، وتتقدم هذه الشخصيات بطلة العمل ماغي أبوغصن التي تجسد شخصية المحامية «غالية»، وهي شخصية تجمع القوة والضعف، الظلم والعدل، ولا تخلو حياتها من الحب بعد دخولها في علاقة حب مع «طارق» الذي يلعب دوره بديع أبو شقرا. تقول ماغي: «غالبا ما تضعني الكاتبة نادين جابر في موقع يجعلني أسأل نفسي: كيف لي أن أجسد كل هذه الحالات في شخصية واحدة؟ لا أنكر أني أخاف وأقلق، لكن هذا الشعور يحفزني على البحث والاجتهاد أكثر لإخراج أفضل ما عندي».
وبحسب ماغي، فإن مسلسل «بالدم» يفيض بالمشاعر الدافئة التي محورها العائلة، وبعض المشاهد قد تبكي من دون أن تكون مثقلة بالحزن، وربما السبب هو استناد العمل الى صدق الأحاسيس التي لا بد أن تلامس الجميع. وتضيف: «دفء العائلة هو أهم ما يدور حوله هذا العمل، ومن دون هذا الدفء، سيلفح البرد الروح حتى لو حرقت الجسد كل شمس الكرة الأرضية».
ولا تنكر ماغي أن التصوير شاق ومتعب لأن الأداء داخلي وممتلئ بالمشاعر، مؤكدة أن كل المشاهد تكاد تصنف رئيسية، ومن النوع الذي يعرف بالـ Master scenes. ولكن ماذا عن شريكتها في العمل جيسي عبدو، وهي صديقتها المقربة في الحياة؟ تجيب: «نجتمع من جديد بعد غياب 7 سنوات منذ مسلسل «جوليا»، وفي رأيي هي تقدم من خلال شخصية «تمارا» دور عمرها». وعن بديع أبو شقرا، تقول: هو مختلف هنا عن شخصية «جلال» في «ع أمل» وشخصية «أمير» في «للموت»، وهو في هذا العمل طارق المستقيم، الرزين، الهادئ، الذي يتعاطى بموضوعية ويحب العائلة حتى العظم.
يحمل مسلسل «بالدم» في ثناياه حكايا وخبايا وصراعات وأزمات قد يتماهى معها المتلقي ويتأثر بها، ويعول صناعه على توليفة تعيد الدراما اللبنانية إلى ساحة المنافسة العربية، فهل يكتب له النجاح؟