- «حماس» تشكر الوسطاء على جهودهم الكبيرة: الاتفاق ثمرة صمود الشعب الفلسطيني
- غوتيريش: من الضروري أن يزيل وقف إطلاق النار العقبات أمام إيصال المساعدات
أعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رسميا توصل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن في غزة، بعد جولة مفاوضات «ماراثونية» في العاصمة القطرية الدوحة، وهو الاتفاق الذي من شأنه إنهاء الحرب المدمرة المستمرة على القطاع منذ أكثر من 15 شهرا، والتي أوقعت الآلاف بين قتيل وجريح.
وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي في الدوحة مساء أمس «يسر قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية الإعلان عن التوصل الى اتفاق بشأن غزة».
وأضاف «يبدأ تنفيذ الاتفاق يوم الأحد المقبل الموافق 19 يناير الجاري»، مشيرا إلى أنه «حسب الاتفاق، ستطلق حركة «حماس» سراح 33 رهينة مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين»، لافتا إلى ان «فرقا من الدول الثلاث التي قامت بالوساطة ستعمل على مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار».
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في كلمة له تعليقا على الاتفاق إنه سيوقف القتال في غزة وسيزيد من المساعدات الإنسانية، مشيرا الى ان المرحلة الأولى منه مدتها
6 أسابيع.
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار في غزة سيصبح «وقفا دائما»، وهو المقترح نفسه الذي سبق أن طرحه في مايو الماضي.
وقال الرئيس الأميركي «الوقت قد حان لإنهاء القتال وبدء العمل على بناء السلام والأمن».
وأكد أن التوصل لاتفاق في غزة «ليس نتيجة للضغوط الشديدة التي تعرضت لها «حماس» والمعادلة الإقليمية المتغيرة بعد إيقاف إطلاق النار».
بدوره، أشاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالتوصل الى اتفاق الهدنة في غزة قبل أيام من عودته إلى البيت الأبيض.
وكتب ترامب على صفحته بمنصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال» قبل صدور إعلان رسمي من إدارة الرئيس جو بايدن «لدينا اتفاق بشأن الرهائن في الشرق الأوسط. سيتم إطلاق سراحهم قريبا. شكرا لكم!».
كما رحب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتوصل لاتفاق وقف النار في غزة، مشددا على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال الرئيس السيسي في بيان «مع هذا الاتفاق أؤكد أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن وذلك دون أي عراقيل لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع».
وأكد «أن مصر ستظل دائما وفية لعهدها داعمة للسلام العادل وشريكا مخلصا في تحقيقه ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
من جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة أن يزيل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في غزة العقبات أمام تسليم المساعدات، مرحبا بالاتفاق الذي يتضمن تبادلا للرهائن والأسرى.
وقال غوتيريش في بيان «من الضروري أن يزيل وقف إطلاق النار هذا العقبات الأمنية والسياسية الكبيرة التي تحول دون إيصال المساعدات إلى كل أنحاء غزة بما يمكننا من زيادة الدعم الإنساني العاجل والمنقذ للحياة بشكل كبير».
من جانبها، قالت «حماس» إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه هو ثمرة الصمود «الأسطوري» للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهرا.
وأضافت الحركة، في بيان صحافي، أن «اتفاق إيقاف العدوان على غزة إنجاز لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم، وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة».
وأعربت عن تقديرها وشكرها للمواقف الرسمية والشعبية المشرفة التي تضامنت مع غزة ووقفت مع الشعب الفلسطيني وساهمت في فضح الاحتلال ووقف العدوان عربيا وإسلاميا ودوليا، وللوسطاء الذين بذلوا جهدا كبيرا للوصول إلى هذا الاتفاق خاصة قطر ومصر.
جاء ذلك بعدما أعطت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتان موافقتهما على المسودة النهائية للاتفاق، بالتزامن مع مفاوضات الدوحة التي تناقش آليات وتفاصيل تنفيذ اتفاق الهدنة المنتظر.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على مفاوضات الدوحة إن قيادة حماس «سلمت موافقتها الخطية إلى الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين بعد تلقيها الخرائط الإسرائيلية لانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة».
وأضاف المصدر نفسه لوكالة انباء «شينخوا» الصينية، أن الحركة «مستعدة الآن لتطبيق الاتفاق الذي من شأنه أن ينهي معاناة الشعب الفلسطيني». وفي سياق متصل، نقلت «شينخوا» عن مصدر مصري مطلع قوله إن القاهرة سلمت رد «حماس» النهائي الإيجابي بالموافقة على بنود الاتفاق كاملا للجانب الإسرائيلي أمس.
وأشار المصدر إلى أن أغلب القوات الإسرائيلية انسحبت من محور صلاح الدين استعدادا للإعلان عن الهدنة، لافتا إلى أن معبر رفح ستتم إعادة تشغيله خلال أيام قليلة. هذا، وتعكف «حماس» واسرائيل على وضع الاستعدادات النهائية لتنفيذ الاتفاق.
وبدأت «حماس» في تقسيم الأسرى المطلوب الإفراج عنهم إلى مجموعات، كما باشرت التنسيق مع الوسطاء والصليب الأحمر في آليات تسلمهم، كما تحدثت تقارير إعلامية عن نقل الحركة الرهائن حاملي الجنسية الأميركية إلى أماكن آمنة تمهيدا لتنفيذ الاتفاق.
وقال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي إن وفدا قياديا رفيع المستوى من الحركة انضم إلى جولة المفاوضات النهائية بالدوحة، موضحا أن «المباحثات في المرحلة الاخيرة تركزت حول آليات تنفيذ الاتفاق وأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تشملهم صفقة التبادل».
وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات مع رؤساء فريق التفاوض وكبار المسؤولين الأمنيين في حكومته بشأن القضايا التي لاتزال بحاجة إلى تسوية، وأكد نتنياهو خلال اجتماع مع عائلات الرهائن استعداده «للذهاب لوقف طويل الأمد لإطلاق النار في غزة من أجل استعادتهم جميعا».
وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد زعم قبيل الاعلان رسميا عن الاتفاق أن «حماس» لم تعط ردها بخصوص صفقة تبادل الأسري، فيما أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن مصدرا مطلعا كذب ديوان نتنياهو وأكد أن الحركة قدمت ردا إيجابيا على إبرام صفقة تبادل الأسرى، وفقا لقناة «الجزيرة» الفضائية.
وأوضحت الهيئة أن أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية عدلوا برامجهم استعدادا لللتصويت على تمرير اتفاق الهدنة.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو أبلغ بإنجاز صفقة تبادل الأسري. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن عن استعداده لوقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة، بشرط استعادة جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس».
وقالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن نتنياهو أكد خلال لقاء عقده مع ممثلي عائلات الرهائن في مكتبه أمس الاول «أنا مستعد لوقف إطلاق نار طويل الأمد بشرط إعادة جميع الرهائن».
وأضاف: «إنها مسألة أيام أو ساعات، نحن ننتظر رد حماس، وبعد ذلك يمكننا أن نبدأ بتطبيق الاتفاق على الفور». وهذه هي المرة الأولى التي يبدي فيها نتنياهو بشكل علني استعداده لقبول وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
وجاءت هذه التطورات المتسارعة غداة إعلان قطر ـ التي تقوم بدور الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر ـ أن المفاوضات باتت «في مراحلها النهائية» وأن العقبات الأخيرة التي تعترض التوصل إلى اتفاق «تمت تسويتها»، آملة التوصل إلى «اتفاق قريبا جدا».
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد اقترح في كلمة ألقاها في واشنطن أمس الاول إرسال قوة أمنية دولية إلى غزة ووضعه تحت إشراف الأمم المتحدة.
في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل شن غارات جوية على غزة حيث قتل 62 فلسطينيا خلال 24 ساعة الأخيرة حتى صباح أمس، بينهم 24 قضوا في غارات استهدفت خصوصا دير البلح بوسط القطاع ومدينة غزة في الشمال حيث أصيبت مدرسة تؤوي نازحين، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» بالقطاع. وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 46707، منذ بداية الحرب قبل خمسة عشر شهرا.
بدوره، قال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة «فرانس برس» إن «الاحتلال كثف غاراته الجوية على غزة»، ما أدى إلى مقتل «24 مواطنا منهم أطفال ونساء». وأكد بصل أن 11 شخصا بينهم طفل في السابعة، قتلوا في قصف على منزل في دير البلح في وسط القطاع.
«أونروا»: سنبقى وسنضطلع بمهمتنا في مساعدة الفلسطينيين
أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، أن الوكالة الأممية ستواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم الحظر الإسرائيلي لها الذي يدخل حيز التنفيذ نهاية يناير الجاري. وقال لازاريني خلال اجتماع دولي استضافته النرويج لدعم «حل الدولتين» أمس: «سنبقى وسنضطلع بمهمتنا».
وأضاف أن «موظفي الأونروا المحليين سيبقون وسيواصلون تقديم مساعدة عاجلة، وعند الإمكان تعليم ورعاية صحية أساسية». وأقر البرلمان «الكنيست» الإسرائيلي تشريعا يحظر أي نشاط لوكالة «أونروا» داخل إسرائيل والقدس الشرقية، ملوحا أيضا باحتمال اتخاذ إجراءات مماثلة ضد وكالات إغاثة أخرى.