«الحقبة الذهبية لأميركا قد بدأت للتو...»، بهذه الجملة الافتتاحية لخطاب توليه الحكم، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن خططه وتوجهاته في فترة ولايته الثانية في إدارة أقوى دولة عرفها التاريخ البشري، أراد دونالد ترامب أن يبدأ خطابه بجملة تشويقية ونبرة ثقة استثنائية وكأنه يريد أن يلفت الانتباه إلى الخلل الذي أصاب المجتمع الأميركي تحت حكم الحزب الديموقراطي وما يدور في فلكه من تيارات اليسار التي انتهجت في السنوات الأخيرة «الصوابية السياسية» التي أدت إلى اختلال موازين العدالة وتدمير الكفاءات وتكميم الأفواه بحجة تقبل الآخرين في المجتمع ومكافحة العنصرية!
والحقيقة أن «الصوابية السياسية» للتيار اليساري العلماني في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية هي الوجه الآخر لعملة التطرف وتكميم الأفواه، فكما يحاول «الداعشيون» استخدام القوة والترهيب بالسلاح، فإن التيار اليساري العلماني في الغرب يستخدم الترهيب القضائي والحقوقي لمنع نقد مجتمعات الميم والحركات النسوية المتطرفة وتقبل كل أفعال وأقوال أصحاب الأصول الأفريقية والآسيوية حتى وإن أخطأوا بحجة مكافحة التنمر والعنصرية! هذا غيض من فيض هذه السياسة الكارثية التي انتشرت في المجتمعات الغربية تحت رعاية الأحزاب والمنظمات اليسارية العلمانية والتي نتج عنها انتشار المثليين والاعتراف بحقوقهم المزعومة، واختلال معايير العدل في اختيار الكفاءات بحجة منح الحقوق للمختلفين في العرق والدين والنوع حتى وإن كانو عديمي الكفاءة واللياقة الذهنية.
ما يميز الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي البراجماتية السياسية الحازمة والاشتباك المباشر مع المشكلات لإيجاد الحلول الناجزة وعدم اللف والدوران، هو يعرف جيدا مواطن الخلل التي أفسدت تركيبة النجاح للحضارة الأميركية في العصر الحديث، هو يعلم جيدا أن التيار اليساري العلماني هو الداعم الأكبر للمتطرفين دينيا في الشرق الأوسط والمتطرفين حقوقيا في الغرب، هو يعلم أن «الصوابية السياسية» شرطة «داعشية» ولكن في ثياب مدني.
من وجهة نظري الشخصية أن دونالد ترامب هو الشخص الأنسب لحكم أقوى دولة في العالم، وهو الأنسب لجيل الشباب المتحمس للعمل والإنتاج وحرية الرأي والتعبير، هو المنقذ لهم من محاولات تغيير الفطرة الإنسانية السوية، وكما قال في خطابه إن الله أنقذه من محاولة اغتياله لكي يجعل من الولايات المتحدة الأميركية أمة عظيمة، هذه البراجماتية السياسية المملوءة بالثقة والتحفز التي تميز الرئيس دونالد ترامب جعلته يوقع على العديد من القرارات التي وعد بها في خطابه وذلك في أول أيام حكمه، وكم أتمنى أن نستغل حماسه هذا باتفاقيات ومصالح اقتصادية متبادلة وخاصة أنه يحب التعامل بمبدأ المصالح المشتركة.
لقد أعلن دونالد ترامب في خطابه حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين المتسللين وعصابات المخدرات وأنه سيدرجهم على قوائم المنظمات الإرهابية، وأنه سيستعيد قناة بنما، وأن هناك محاولات لضم كندا وشراء جرين لاند من الدنمارك لزيادة موارد الدولة اقتصاديا وخاصة في مجال الطاقة، ووعد أيضا باستئناف إنتاج السيارات واهتمامه بملف التأمين الصحي، وفي اعتقادي أن جيل الشباب في الولايات المتحدة الأميركية هو الفائز الأكبر بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ولكن أكثر ما تميز به خطابه التاريخي هو تصريحه بأن السياسة الرسمية للدولة تحت إدارته هي وجود جنسين فقط (ذكر وأنثى)، وأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية في مناطق الحروب والنزاع هي أن تكون العقيدة العسكرية لإنهاء الحروب وإحلال السلام. أعتقد أن دونالد ترامب سينجح بجدارة وخاصة بين أوساط الشباب، وقد تحدث بلسان كل ذي فطرة سوية، فهو مناهض لكل العادات السيئة وما حرمته الأديان والتي انتشرت في المجتمع الغربي من رسم للوشوم والمثلية وعمليات التحويل!!
دونالد ترامب يعلم جيدا أن الشباب هم الثروة الحقيقية والحفاظ عليهم أمن قومي، وأن الفطرة السوية وما أقرته الأديان هو المنهج السديد، وأن صنع السلام ليس مجرد شعارات ولكنه أفعال، وأن القائد الحازم النزيه هو القائد المتسلح بما أقرته الأديان والشرائع بضرورة الحفاظ على النفس البشرية وعلى الفطرة السوية وتحقيق العدل للجميع.