أعلن رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس استقالته بعدما أطلقت إجراءات لعزله على خلفية الانتخابات الرئاسية التي اجريت العام الماضي، وتم إلغاؤها بسبب شبهات بتدخل روسي.
وألغت المحكمة الدستورية الانتخابات الرئاسية اثر مزاعم عن تدخل روسي بعدما فاز مرشح أقصى اليمين غير المعروف كثيرا كالين جورجيسكو من الدورة الأولى.
وألغت المحكمة الدستورية الانتخابات بعدما كشفت وثائق استخباراتية نزع مكتب الرئاسة السرية عنها عن «تحركات روسية عدائية هجينة» ضمنها هجمات إلكترونية.
كما فصلت الوثائق معلومات عن حملة ترويج ضخمة لجورجيسكو على وسائل التواصل الاجتماعي قبيل الانتخابات.
ونفى جورجيسكو الذي سبق أن عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانتقد حلف شمال الأطلسي، وأعلن مؤخرا أنه مؤيد بشدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أي علاقات له بموسكو.
وأطلق النواب إجراءات لعزل يوهانيس بعد محاولتين سابقتين من المعارضة لبدء العملية.
وقال يوهانيس «من أجل تجنيب رومانيا والمواطنين الرومانيين أزمة. أستقيل من منصب رئيس رومانيا»، مضيفا أنه سيتنحى رسميا يوم الأربعاء.
وأضاف «في غضون أيام قليلة، سيصوت البرلمان الروماني على عزلي وستدخل رومانيا في أزمة.. سيكون لذلك تأثيرات داخلية وللأسف خارجية أيضا»، مؤكدا أنه «لم يخرق الدستور قط».
ورحب اقصى اليمين في رومانيا باستقالة يوهانيس إذ نظم المئات تجمعا في بوخارست تخللته صدامات مع الشرطة.
واعتبر جورجيسكو استقالة يوهانيس «انتصارا لشعب رومانيا»، وكتب على منصة «إكس»: «حان الوقت للعودة إلى سيادة القانون واستئناف الدورة الثانية من الانتخابات!».
كما رحب زعيم حزب «التحالف من أجل وحدة الرومانيين» (أور) اليميني جورج سيميون باستقالة يوهانيس التي وصفها أيضا بأنها «انتصار» للشعب.
وحصل اقصى اليمين على ثلث الأصوات في الانتخابات التشريعية التي اجريت ديسمبر الماضي، في نتيجة غير مسبوقة جاءت على وقع ارتفاع معدلات التضخم والمخاوف حيال الحرب الروسية على أوكرانيا المجاورة.
وفي يناير الماضي، تظاهر عشرات آلاف الرومانيين بدعوة من اقصى اليمين ضد إلغاء الانتخابات وطالب بعضهم يوهانيس بالاستقالة.
ويتوقع أن يحل رئيس مجلس الشيوخ إيلي بولوجان (55 عاما) مكان يوهانيس.
ونادرا ما يتم إلغاء الانتخابات في دول الاتحاد الأوروبي. وأدخلت الخطوة الدولة الواقعة في شرق أوروبا في أزمة، إذ اعتبر جورجيسكو أن القرار «انقلاب رسمي».
وستجري دورة أولى من الانتخابات الرئاسية يوم الرابع من مايو2025 وثانية يوم 18 من الشهر ذاته اذا لم يحصل أي مرشح في الدورة الأولى على أكثر من 50 في المئة من الأصوات.