استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع وفدا من الخبراء في وادي السيليكون الأميركي، في وقت كشف عن أن آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد، عقب الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد وحل جيشه وأجهزة أمنه.
وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن الرئيس الشرع التقى في قصر الشعب وفدا من الخبراء السوريين الأميركيين بوادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية.
من جهة أخرى، أكد الشرع في مدونة صوتية (بودكاست) تحت عنوان «ما تبقى سياسة» مع أليستر كامبل الصحافي والسياسي البريطاني السابق، أنه لم يفرض التجنيد الإجباري بل اختار التجنيد الطوعي، لافتا إلى أن الآلاف انضموا إلى الجيش السوري الجديد.
وأوضح الشرع في «البودكاست» السياسي البريطاني «The Rest Is Politics» الذي نقل عنه موقع «عنب بلدي» أن عددا كبيرا من الشبان فروا من سورية هربا من التجنيد الإجباري الذي فرضه النظام السابق وشكل الهاجس الأكبر للسوريين، بعد اندلاع النزاع عام 2011 والذي تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص.
وفي 29 يناير، تاريخ تعيين الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية، اتخذت الإدارة الجديدة سلسلة قرارات شملت حل كل الفصائل المعارضة المسلحة، إضافة إلى الجيش والأجهزة الأمنية.
وكرر الشرع خلال المقابلة المطالبة برفع العقوبات الغربية المفروضة على سورية.
وشدد على أنه من دون تحقيق نمو اقتصادي لن يكون هناك استقرار وهذا من شأنه أن يجر الفوضى وانعدام الأمن.
وكشف الشرع عن جوانب جديدة في حياته الخاصة، سواء على الصعيد العائلي، أو خلال سجنه في العراق، أو مشاركته كمقاتل في معارك سابقة، وصولا إلى تسلمه مهام الرئاسة في سورية.
ولدى سؤاله عن حياته الخاصة، أجاب «لدي زوجة واحدة، رغم أن الإعلام يشيع غير ذلك».
وأضاف الشرع «لدي ثلاثة أطفال. عشنا معا في ظل ظروف صعبة، لكني حرصت على حمايتهم من أي مخاطر محتملة. قبل دخولنا إلى دمشق، كنت حريصا على إبقاء معلوماتهم سرية بسبب الوضع الأمني الصعب. كانت الحرب لاتزال مستمرة، وكان من الضروري اتخاذ أقصى درجات الحذر لحماية عائلتي».
وحول خصوصية عائلته، قال الشرع «في المنصب الذي أشغله اليوم، سيكون لعائلتي حضور طبيعي في المشهد العام. لا أقصد أنهم سيشاركون في العمل السياسي، ولكن للناس الحق في معرفة من هي عائلتي، ومن هم أطفالي، وكيف نعيش. متطلبات الرئاسة في سورية اليوم تختلف تماما عن إدارة إدلب، وأعتقد أن هذا جزء من الدور الذي يجب أن أتحمله».
وأشار الرئيس السوري إلى أنه عائلته تنحدر في الأصل من الجولان المحتل، مضيفا «ولدت في المملكة العربية السعودية، وعشت في دمشق، ثم ذهبت إلى العراق، ثم عدت أخيرا إلى سورية من أجل الثورة السورية».
وتابع «في طفولتي، كنت كأي طفل آخر، نشأت في حي ميسور الحال، من الطبقة المتوسطة أو فوق المتوسطة. درست المرحلة الابتدائية في دمشق، ثم المرحلة الإعدادية والثانوية. بعد ذلك، في السنة الأولى من دراستي الجامعية، اندلعت الحرب في العراق، وشعرت بأن علي الذهاب إلى هناك».
ولفت إلى أنه ينتمي إلى عائلة ذات خلفية سياسية، حيث كان والده لاجئا سياسيا في العراق، وكتب عن القضايا السياسية في الصحف السعودية والسورية، مضيفا، «كنا نتحدث عن السياسة في منزلنا».
الصحافي البريطاني أليستر كامبل سأل الرئيس أحمد الشرع عن حياته في أحد السجون العراقية التي بقي فيها لخمس سنوات، وكيف أثرت تلك التجربة في حياته.
وقال الشرع إنه وقع أسيرا في العراق في وقت مبكر، وتم إرساله إلى سجن «أبو غريب» الشهير، حيث كان الناس يعذبون، ثم نقل إلى سجن «بوكا»، وبعد ذلك إلى سجن «كوبر» في بغداد، وأخيرا إلى سجن «التاجي» قبل أن يتم الإفراج عنه.