بيروت ـ عامر زين الدين
تشهد الحدود الشرقية اللبنانية مع سورية تصعيدا غير مسبوق، بعد الاشتباكات العنيفة التي تدور بين عشائر من منطقة الهرمل الواقعة شمال لبنان، وبين «هيئة تحرير الشام» السورية المتواجدة على الحدود.
وعكست الدعوات التي تبثها وسائل التواصل الاجتماعي حمى التوترات التصعيدية الحاصلة، واثارت المخاوف من اتساع رقعة المواجهات، بكشفها عن سقوط العديد من الضحايا والجرحى في الاشتباكات الضارية، التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمسيرات.
وفي محاولة منه بداية لاحتواء الأوضاع الامنية السائدة، أرسل الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية إلى منطقة القاع الحدودية، بعد تعرضها لإطلاق نار من الجانب السوري.
ثم أصدرت قيادة الجيش أمرا لوحداتها «بالرد على مصادر النيران التي تطلق من الأراضي السورية»، في موازاة المساعي الرسمية بين البلدين، لخفض حدة التوتر الحاصل وضبط الأوضاع، ومنع استهداف المدنيين ووقف عمليات الخطف المتبادلة.
وفي مرحلة لاحقة، استكمل الجيش اللبناني انتشاره في المنطقة الحدودية الشمالية لمدينة الهرمل مع سورية، بعد الإعلان عن انسحاب مقاتلين من أبناء العشائر خلف الحدود التي ينتشر فيها الجيش.
وقال خالد زين الدين الناشط السياسي والاجتماعي من محافظة بعلبك ـ الهرمل لـ «الأنباء»: «تمتد الحدود اللبنانية ـ السورية أساسا لأكثر من 330 كيلومترا. وجرت المطالبة قديما بترسيمها في شكل رسمي ونهائي على الأرض».
وأضاف «المشكلة التي برزت اليوم لم تكن تحصل سابقا أيام النظام السوري السابق، نظرا إلى العلاقات التحالفية والوطيدة التي كانت سائدة مع حزب الله. لكن المشاكل الحدودية قديمة جدا. ويمثل جزء كبير من المشكلة وجود لبنانيين على الجانب السوري منذ الاستقلال. الحدود وعشرات المعابر الممتدة عليها، كانت تشهد عمليات تهريب، بينها نقل سلاح وغيره».
وأصدر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بيانا ذكر فيه ان رئيسه الشيخ علي الخطيب «تابع التطورات على الحدود الشمالية الشرقية، في ضوء الاشتباكات التي حصلت على الحدود بين منطقتي الهرمل وحمص»، مشيرا إلى ان الخطيب «يطالب الدولة بوضع يدها على المنطقة وحماية الأهالي»، ودعا «العشائر إلى أقصى التعاون مع الجيش اللبناني لمعالجة هذه القضية».
كما أكد الخطيب، بحسب البيان، «ضرورة رعاية النازحين الجدد من سورية إلى منطقة الهرمل، وعلى الدولة والأمم المتحد، معالجة هذا الملف، أسوة باللاجئين السوريين الموجودين في لبنان».
مصادر لبنانية عدة لا تخفي قلقها مما يجري على الحدود مع سورية، وأبدى بعضها خشيته من تفاقم الأمور وصولا إلى المطالبة بنشر قوات دولية على الحدود، فيما تحدث مقربون من «حزب الله»، عن «نية من الخصوم لفرض حصار بري على الحزب، على طول الحدود الممتدة بين لبنان وسورية وفلسطين المحتلة».