بيروت - زينة طبّارة
رأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب د.رازي الحاج في حديث إلى «الأنباء» ان «إيران تتدخل سلبا بالشأن اللبناني وتمارس سياسة التذاكي على اللبنانيين، خصوصا بعد حرب الإسناد التي أنهت عسكريا ما كان يسمى بالمقاومة، في محاولة يائسة منها (إيران) للالتفاف على اتفاقية وقف إطلاق النار عبر تحريك ممثليها على الأراضي اللبنانية حزب الله ومن يدور في فلكه التخريبي والتعطيلي لشؤون الدولة ومسار العهد الجديد».
ولفت الحاج إلى ان «حزب الله لم يتعظ من نتائج حروبه لاسيما الأخيرة منها، التي دمرت العديد من المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع إضافة إلى الضاحية الجنوبية، وشردت اللبنانيين خصوصا أبناء بيئته الحاضنة، وسفكت دماء الأبرياء والعزل منهم».
وأضاف: «لم يقرأ حزب الله جيدا المتغيرات الإقليمية والدولية، ولم يتلقف بالتالي انتهاء دوره كفصيل إيراني مسلح على الأراضي اللبنانية نتيجة دخول لبنان بفعل المتغيرات الجذرية في المنطقة، في مرحلة جديدة تحت عنوان قيام الدولة الحقيقية التي لا سلاح فيها سوى سلاح الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية الشرعية فقط لا غير».
وتابع: «يعلم حزب الله أكثر من سواه ان الإجراءات المتخذة في مطار رفيق الحريري الدولي لجهة السماح أو منع هبوط الطائرات الإيرانية ليست جديدة ولا هي بالطارئة، وقد سبق لوزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال السابقة علي حمية المحسوب عليه مباشرة، ان طبق هذه الإجراءات بقرار حاسم قضى بمنع إحدى الطائرات الإيرانية من الهبوط في المطار دون اي اعتراض منه (حزب الله) او حتى همسة أذن، وهذا يعني ان المسألة ليست مسألة طائرة إيرانية منعت من الهبوط، انما هي مسألة إملاءات إيرانية بتعميم الفوضى في لبنان، في محاولة للالتفاف على اتفاقية وقف إطلاق النار وضرب انطلاقة العهد الجديد والحكومة الجديدة».
وطالب الحاج «الجيش اللبناني والقوى الأمنية المولجة حفظ النظام، بالضرب بيد من حديد وسوق الزعران والمرتكبين والمخلين بالأمن والاستقرار إلى القضاء المختص، خصوصا ان ما يجري على طريق المطار من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، إضافة إلى الاعتداء على الجيش وقوات اليونيفيل، ينم عن وجود نوايا إيرانية مبيتة لتعطيل الدولة، ناهيك عن انه يعبر من جهة ثانية عن انزعاج حزب الله ومن خلفه طهران من حتمية تضمين البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام إعادة تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات، كون مدارجه قابلة لاستقبال طائرات مدنية وتجارية».
وتابع: «لن يقتصر البيان الوزاري على تلزيم مطار القليعات تمهيدا لإعادة تشغيله، بل سيؤكد أيضا على أنه لا سلاح في لبنان خارج نطاق الشرعية تطبيقا لخطاب القسم (لرئيس الجمهورية)، وهذا يعني إجماعا لبنانيا على ان حزب الله انتهى عسكريا ولم يعد أمامه سوى الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار التي وافق عليها بواسطة وكيله رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبالتالي تسليم ما تبقى من سلاحه إلى الجيش اللبناني والانخراط في اللعبة السياسية أسوة ببقية الأفرقاء اللبنانيين. وأي توجه آخر مغاير لما تقدم أكان إرضاء لإيران أم لتحسين وضعه في الداخل اللبناني لن يحصد سوى الريح».
وعما إذا كان يستشف اندلاع أزمة ديبلوماسية بين لبنان وإيران على خلفية أزمة الطائرات، قال الحاج: «على طهران ان تحترم سيادة لبنان، وان تتعاطى معه كدولة سيدة مستقلة وضمن الأطر الديبلوماسية لا غير.
وعليها بالتالي ان تختار بين أمرين: إما ان تقيم علاقات ندية مع لبنان على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشأن اللبناني، وإما ان تختار الطرق الملتوية حيث ستكون على موعد حتمي مع تصدي اللبنانيين لمآربها.. زمن أول تحول».