أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عن اكتشاف فناء ومبنى غرب موقع القرينية بجزيرة فيلكا يعود إلى الفترة الهلنستية من 2300 سنة.
وقال أمين عام المجلس المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف محمد بن رضا لـ (كونا) أمس إن فريق البعثة الأثرية الكويتية - الإيطالية عثر على هذا الاكتشاف خلال عمله بموقع القرينية وهو مستوطنة تعود إلى فترات متعددة تمتد من قبل الإسلام إلى الفترات الإسلامية المبكرة والمتأخرة في شمال جزيرة فيلكا الذي يطل على ساحل البحر مباشرة.
وأوضح بن رضا أن الفريق عثر داخل الفناء والمبنى المكتشف على أساسات صخرية للمبنى وحائط داخلي ومدخل يربط الفناء الخارجي مع الغرفة التي عثر بداخلها أيضا على العديد من بقايا جدران مطلية بالجص إضافة إلى العديد من الفخاريات التي يتجاوز عمرها 2000 سنة.
وأفاد بأن أقدم طبقة بهذا الموقع تعود إلى القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد (قبل 2300 سنة)، مؤكدا انها أحد أكبر المواقع الأثرية في الجزيرة.
وذكر أن «القرينية» يعد أحد أهم المواقع للمسح والتنقيب الأثريين منذ 2014 بالتعاون بين المجلس وجامعة بيروجيا الإيطالية بإشراف رئيس البعثة الإيطالية د.آندريه دي ميتشيلي.
وأوضح بن رضا أن المجلس بدأ هذا الموسم بإشراك قطاعات مختلفة للتعاون مع البعثات الأثرية في الكويت وتحديدا بين جامعة الكويت ومختبرات عالمية والبعثة الإيطالية لاستخدام أجهزة مختبرية حديثة للإجابة عن تساؤلات مرتبطة بطريقة تحضير الجبس والمواد الأصلية المستخدمة في الموقع وكذلك أنواع الطين المستخدمة في صناعة الفخاريات.
من جانبه، أكد أستاذ الآثار والانثروبولوجيا في جامعة الكويت د.حسن أشكناني، أن اكتشاف مبنى يعود للفترة الهلنستية يعد إنجازا أثريا بارزا لجزيرة فيلكا.
ولفت أشكناني إلى أن الآثار المرتبطة بهذه الفترة، والتي عثر عليها سابقا، كانت تتركز جنوب غرب الجزيرة وتحديدا في (تل سعيد)، في حين أن الفناء والمبنى المكتشفين حديثا يقعان شمال الجزيرة ما يدل على امتداد الوجود الهلنستي ليشمل هذا الموقع أيضا.
وبين أن هذا الاكتشاف يرجح أن الهلنستيين استخدموا موقع القرينية كنقطة مراقبة أو ميناء أو مركز شمال الجزيرة إضافة إلى المساكن والقلعة والمعابد الهلنستية في جنوبها.
بدوره، قال رئيس البعثة الإيطالية د.آندريه دي ميتشيلي إن التركيز في موسم 2025 يصب على غرب مستوطنة القرينية التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، حيث تم العثور على بقايا فناء ومبنى خارج المستوطنة الإسلامية يعودان للفترة الهلنستية فيما كشفت التنقيبات الأخرى عن مراحل من الفترات الإسلامية المبكرة والمتأخرة ما يبين استيطان الإنسان في القرينية لفترات طويلة بشكل متقطع امتدت على مدى أكثر من 1800 سنة.
وذكر أن الحفريات التي عثر عليها في الفترة من 2014 إلى 2020 كشفت عن عدة مبان ذات أحجام وتخطيطات مختلفة معظمها عبارة عن مساكن امتدت من القرن الثامن الميلادي، وهي الفترة الإسلامية المبكرة، وبينت أن الموقع هجر مع نهاية القرن الثامن أو مع بداية القرن التاسع ثم عاد النشاط الإنساني في الموقع منذ النصف الثاني من القرن الـ 18 حتى العقود الأولى من القرن العشرين الميلادي.
وبين دي ميتشيلي أن العثور على كميات كبيرة من الفخاريات والأفران يمكن من معرفة تفاصيل حياة الإنسان اليومية بموقع القرينية.
الجدير بالذكر أن بقايا موقع القرينية يمتد لمسافة 500 متر تقريبا من الشرق إلى الغرب على ساحل البحر مباشرة الذي يمتد إلى الداخل لمسافة 250 مترا جنوبا. وتشمل تلك البقايا العديد من المساكن المبنية من الحجر الجيري والطوب اللبن وفخاريات من فترات زمنية مختلفة ليكون أحد أكبر المواقع الأثرية على أرض جزيرة فيلكا.