ستصبح الصورة المألوفة للسياح يستمتعون بمشاهدة مياه البحر الأبيض المتوسط من عربات تجرها الخيول على طول الواجهة البحرية في المدن السياحية بجنوب إسبانيا مجرد ذكرى في ملقة، حيث قررت البلدية وضع حد لهذه الممارسة.
وتقول السائحة أناستازيا، إثر نزولها من إحدى هذه العربات «إنه أمر جميل للغاية، إذ يمكن لنا من خلال هذه العربات التعرف على ملقة بطريقة مختلفة تماما»، أما روبرت الذي بدا متحمسا أيضا بعد تنزهه في ملقة فيقول «أنا متأكد من أن ذلك يساعد المدينة على جذب المزيد من الناس».
ومع ذلك، فإن هذه الممارسة التي لاتزال قائمة في بعض بلدات الأندلس جنوب إسبانيا، تتعرض لانتقادات شديدة من جانب الناشطين في مجال حقوق الحيوان.
وتوضح كونكورديا ماركيز، مؤسسة ملجأ «كل الخيول في العالم» الواقع على بعد ثلاثين كيلومترا من ملقة، أن الخيول التي تجر العربات «يتعين عليها القيام برحلات شاقة».
وتسلط ماركيز الضوء أيضا على درجات الحرارة المرتفعة للغاية في الصيف في جنوب إسبانيا، قائلة «في ملقة، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 40 أو 45 درجة. ومن غير الإنساني إجبار الحصان على العمل في مثل هذه الظروف».
وفي الواقع، استخدمت بلدية ملقة حجة رعاية الحيوان لتعليل قرارها، لكنها ليست الوحيدة.
وتلفت مستشارة شؤون النقل في بلدية المدينة ماريا ترينيداد هيرنانديز إلى «الرفق بالحيوانات هو مبتغانا، لكن يجب علينا أيضا أن ندرك أنه في ملقة، في السابق، كانت هناك مساحة أكبر بكثير لتتحرك فيها (هذه العربات). ولكن مع الأشغال التي نفذت في السنوات العشرين الماضية، كل ما تبقى (لتنقل عربات الخيل) هو الحديقة وجزء من الواجهة البحرية».