مفرح الشمري
قدمت شركة كام ميديا العرض الثالث ضمن فعاليات الدورة الـ 15 من مهرجان أيام المسرح للشباب، بمسرحية «العائلة الحزينة»، والتي شهدت ولادة مخرجة كويتية على خشبة مسرح الدسمة، تمتلك فكرا ووعيا كبيرين لإخراج المسرحيات النوعية وهي المخرجة الواعدة اسرار الدوسري من خلال نص مسرحي من تأليف الكاتب الصربي برانيسلاف نوشيتش، أعدته وأخرجته وجسدته على الخشبة بكل أريحية ودون مبالغة.
شارك في تجسيد شخصيات المسرحية إلى جانب الدوسري كل من علي الحديدي، يحيى الحراصي، وعلي المهيني، مع مشاركة خاصة للفنان مشاري المجيبل، الذي جسد دور الخادم، وقدم من خلاله درسا في دعم الزملاء في المجال الفني دون النظر إلى مكانته بينهم.
يحسب للمخرجة الواعدة أسرار الدوسري اختيارها لهذا النص الصعب، حيث تعرف أعمال برانيسلاف نوشيتش بعمقها وتعقيدها، ولا يتصدى لها إلا من يمتلك الموهبة والشغف بالمسرح، فالنصوص الصربية، وخاصة أعمال نوشيتش، تغوص في النفس البشرية، وتكشف التغيرات التي تطرأ عليها عند مواجهة الإغراءات، حيث يتلاشى الضمير أمام الطمع في المال والسلطة.
رغم أن هذه التجربة هي الأولى للمخرجة في الإخراج والمشاركة في المهرجانات المسرحية، فقد نجحت في تقديم رؤية إخراجية خاصة بها، جسدت من خلالها صراعات أفراد العائلة على ميراث قريبهم المتوفى، حيث تفتح وصيته بعد 40 يوما من وفاته، لتبدأ بينهم معركة الطمع والهيمنة على الثروة، حتى المحامي لم يكن بعيدا عن هذه الدوامة، إذ تبين لاحقا أنه يسعى بدوره الى الاستيلاء على المال. وفي مفاجأة درامية، ينقلب الوضع حين يتم تسميم الجميع من قبل الخادم، الذي يستأثر بالميراث لنفسه.
جاءت أحداث المسرحية متسارعة دون أي شعور بالملل من قبل الجمهور، وهو ما يحسب للمخرجة التي نجحت في إدارة الإيقاع بسلاسة. كما تميز العرض بتناسق الإضاءة، الحركة، والأزياء، التي جاءت معبرة عن الشخصيات، وذلك بفضل التعاون الكبير بين فريق العمل، الذي عمل بروح واحدة لضمان نجاح العرض.
شكرا للمخرجة أسرار الدوسري على هذه التجربة المميزة، التي عكست أحد أهم أهداف المهرجان، وهو اكتشاف المواهب الفنية الجديدة. والشكر موصول إلى فريق العمل بأكمله على تقديم عرض أنيق وبعيد عن أي «فذلكة».