ينكب نحو 200 شخص على الحياكة بالخيوط والإبر وهم يشاهدون فيلم «ذي ديفل ويرز برادا» بإحدى صالات السينما في فيينا. وقال النمساوي ألكسندر كوخ (28 عاما) مازحا فيما هو يحيك «الأمر يذكر بالجدات، لكنه يبعث على الارتياح، وعلى كل حال ما الضير في أن نسمح للجدة في داخلنا بالتعبير عن نفسها؟».
واكتسبت فكرة حضور فيلم سينمائي وفي الوقت نفسه تحقيق تقدم في إنجاز حياكة قطعة ملابس، زخما كبيرا في أوروبا، في وقت أصبح العالم الحقيقي مثيرا للقلق، إذ باتت التكنولوجيا الرقمية حاضرة في كل مكان.
ولاحظت لويزا بالمر التي أطلقت فكرة «ليالي الحياكة» في دار «فوتيف كينو» لسينما الفن والتجريب وسط العاصمة النمساوية، أن «الكثير من الناس انصرفوا الى الحياكة عندما كانوا معزولين بمفردهم خلال مرحلة الحجر المنزلي» في جائحة «كوفيد-19».
وأضافت الشابة الثلاثينية لوكالة «فرانس برس» قبل العرض السينمائي «نحتاج الآن إلى أن ننتقل» إلى الحياة الواقعية.
وأوضحت الناطقة باسم «فوتيف كينو» ليزا ستولزه، أن سينما الخياطة هذه هي أحدث ابتكار في القطاع، سعيا إلى التنويع ومواجهة منصات البث التدفقي التي تبقي المشاهدين في منازلهم، بعدما سبق أن طبقت أفكارا أخرى، منها مثلا تناول وجبة فطور أو غداء خلال مشاهدة فيلم، والإرضاع الطبيعي في قاعة مليئة بالأمهات الشابات.
وحرصا على تجنب أخطاء الحياكة يضاء نور خافت خلال العرض، مما يشجع أيضا على التحادث.
وقالت كايا فوسبرنيتش، وهي طالبة في مجال تصميم الأزياء تبلغ 23 عاما «أمارس عادة الحياكة أثناء مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى مدونات صوتية في المنزل، لذا فإن دور السينما مكان ممتاز لذلك».