الشارقة ـ أحمد صابر
يقدم مهرجان الشارقة الدولي للتصوير الفوتوغرافي (اكسبوجر) في دورته التاسعة، والمقام حاليا في «الجادة»، تجربة ملهمة لعشاق التصوير والسرد البصري، حيث يتيح لهواة ومحترفي التصوير فرصة صقل مهاراتهم والانخراط في 50 ورشة عمل متخصصة، يقودها نخبة من الخبراء والمصورين العالميين، بتجارب نظرية وعملية حية حتى 26 الجاري.
واستهل المهرجان فعالياته بسلسلة من الورش التفاعلية، من بينها ورشة «كيفية التقاط أفضل الصور باستخدام الهاتف الذكي»، قدمها المصور البريطاني روب إيرفينغ، صاحب الخبرة الممتدة لأكثر من 25 عاما في مجالات تصوير الأشخاص والمنتجات والفعاليات والمعمار.
وكشفت الورشة عن إمكانيات الهواتف الذكية في التصوير، وكيفية توظيف الإضاءة والتكوين لإنتاج صور تعكس إحساسا بصريا متكاملا، حيث شارك إيرفينغ كيفية التقاط صورة جيدة بالهاتف، مركزا على مسألة تثبيت اليد جيدا منعا للاهتزازات، وتحديد زاوية التصوير المناسبة. ونصح إيرفينغ المنتسبين بأن يعتمدوا على الإضاءة الطبيعية عند التصوير بالهاتف، وتجنب استخدام التكبير الرقمي (زووم) قدر الإمكان حتى لا تقل جودة الصورة والتفاصيل.
التقنيات الحديثة
ومن أبرز الورش التي يشهدها المهرجان خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي 22 و23 الجاري، ورشة «فن التفاعل مع الصورة»، التي تدعو المصورين إلى تجاوز المفهوم التقليدي للصورة، من خلال بناء علاقة أعمق مع موضوعاتهم، وفهم كيفية استلهام المشهد من محيطهم. يتعلم المشاركون خلالها أساليب استخدام الضوء والتكوين بوعي، لإنتاج صور تنبض بالحياة وتحمل قصصا بصرية مؤثرة.
أما ورشة «الإنسان والذكاء الاصطناعي: مستقبل السرد البصري»، فتضيء على تأثير التقنيات الذكية في صناعة الصورة، حيث يتعرف المشاركون على أدوات مبتكرة مثل ChatGPT وMidjourney وRunway، وكيفية توظيفها في تطوير الأفكار، وإنشاء الصور والفيديوهات، مع الحفاظ على البعد الإبداعي الإنساني في العمل الفوتوغرافي.
وفي ورشة «الألفة في التصوير الفوتوغرافي»، يغوص المشاركون في عالم المشاعر الإنسانية، حيث يتعلمون كيفية التقاط لحظات تعكس مشاعر القوة والهشاشة في آن واحد، من خلال تقنيات تصوير متقدمة وأساليب تحرير تعزز العمق العاطفي للصورة، ما يمنحها بعدا شخصيا مؤثرا.
ولمحبي التصوير الديناميكي، تقدم ورشة «إتقان سرعة الغالق: التقاط الحركة واللحظات الفريدة» تدريبا عمليا على تقنيات التحكم في سرعة الغالق لالتقاط مشاهد مليئة بالإثارة والتشويق. تشمل الورشة أساليب مثل تتبع الحركة، والتكبير المتتابع، والتلاعب المتعمد بالكاميرا، إلى جانب تقنيات متقدمة في التكوين والزوايا، ما يضيف للصورة طابعا دراميا حيويا.
ويقدم مهرجان «اكسبوجر» مساحة تفاعلية تمتد على 49.000 متر مربع في «الجادة»، حيث يجد المصورون الهواة والمحترفون بيئة مثالية لتطوير مهاراتهم والتواصل مع نخبة من المبدعين.