بيروت ـ داود رمال
قال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ «الأنباء»: «الأحداث التي شهدتها طريق المطار على خلفية منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، تكشف أبعادا سياسية محلية وخارجية تتجاوز العقوبات الدولية المفروضة على إيران».
وأضاف «هذا الحظر ليس مجرد إجراء تقني أو اقتصادي، بل هو امتحان دولي للبنان لقياس مدى استقلالية قراره السياسي وقدرته على فرض سيطرته عبر مؤسساته الشرعية على المرافق الحيوية. وتعكس هذه الحادثة تصاعد الضغوط الخارجية لإبراز قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ التزاماتها تجاه المجتمع الدولي. وهذا اختبار يتصل بموازين القوى السياسية الداخلية ومدى توافقها مع المصالح الخارجية والإقليمية».
وحول الوضع في الجنوب اللبناني، علق المصدر «تصر إسرائيل على البقاء فيما تسميه التلال الحاكمة للتحكم والمراقبة. هذا الإصرار هو ذريعة واضحة للحفاظ على احتلالها لأراض لبنانية تحت غطاء أمني مزعوم. والهدف الحقيقي من هذا الوجود هو دفع لبنان نحو التفاوض المباشر، الذي قد يؤدي إلى اتفاق جديد يكرس واقع الاحتلال تحت صيغة شبيهة بالاتفاقات التي أبرمت مؤخرا في المنطقة. ويحمل هذا المسار خطورة بالغة على السيادة اللبنانية، ويعيد فتح ملفات اتفاقية الهدنة الموقعة العام 1949، والتي تسعى إسرائيل إلى تجاوزها أو إسقاطها من أجل مصالحها الاستراتيجية».
وأوضح المصدر «في هذا السياق، يبقى تنفيذ القرار الدولي 1701 ركيزة أساسية لاستعادة السيادة اللبنانية الكاملة. وتنفيذ هذا القرار يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي اللبنانية بالتوازي مع نزع سلاح كافة المنظمات اللبنانية وغير اللبنانية على الأرض اللبنانية، ما يضمن أن تبقى السلطة الشرعية اللبنانية هي الجهة الوحيدة المخولة بامتلاك واستخدام السلاح. هذا المسار هو التحدي الأبرز الذي تواجهه الدولة، إذ يتطلب إجماعا داخليا حول رؤية واحدة للسيادة الوطنية».
وأشار المصدر إلى ان «التحولات الكبرى التي يشهدها العالم والمنطقة تزيد من تعقيد المشهد اللبناني. ويجد لبنان نفسه أمام ضرورة الحفاظ على سيادته ونزع كل الذرائع التي يمكن أن تستخدم لاستهداف استقراره. والسبيل الأفضل لتحقيق ذلك، يكمن في الالتزام بسياسة الحياد الإيجابي مع الالتزام بالقرار العربي الإجماعي الذي يحافظ على وحدة الموقف العربي ويدعم الاستقرار الإقليمي».
وشدد «على ان دقة المرحلة وحساسيتها تفرض على لبنان تفعيل مؤسساته الوطنية وتعزيز وحدته الداخلية لمواجهة التحديات المتصاعدة. وأي إخفاق في هذا الامتحان الدولي قد يفتح الباب لمزيد من التدخلات والضغوط التي تهدد الاستقرار والسيادة الوطنية».