عقد وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، اجتماعا هيمنت عليه أجندة عالمية مزدحمة، في ظل غياب أو شبه غياب للأميركيين الذين قرروا عدم إرسال ممثل رفيع المستوى. واجتمع وزراء الخارجية لإجراء محادثات على مدى يومين، عقدت للمرة الأولى في أفريقيا، تمهيدا لقمة مجموعة العشرين المقررة في نوفمبر.
من جهته، قال صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، إن الحرب في قطاع غزة نتج عنها تدمير البنية التحتية، وتشريد مجتمعات بأكملها، مشيرا إلى أهمية إعادة الإعمار وتنفيذ وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون قيود في القطاع، لافتا إلى أن هذا الحل الدائم يضمن مفتاحا لتحقيق الاستقرار المستدام في المنطقة.
وشدد وزير الخارجية السعودي في إطار كلمته في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، على ضرورة التنفيذ الكامل لحل الدولتين، وضمان حق الفلسطينيين في تقرير المصير في الإطار الذي يدعم السلام والأمن على المدى الطويل للجميع، طبقا لكلمته.
في هذه الأثناء، أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن تحقيق حالة الاستقرار في سورية يعتمد على ضرورة تنفيذ التعافي الاقتصادي، فضلا عن إعادة الإعمار الأمر الذي يتطلب التعاون الإقليمي والدولي بجانب رفع العقوبات.
وفي سياق متصل، وضع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رؤية سياسية لمنطقة الشرق الأوسط، إذ تلخصت بعناصر: «تعزيز الاستقرار في ظل السلوك المسؤول للدولة، بجانب تحقيق قيمة التعاون الاقتصادي، وتكريس الحوار»، قائلا: إذا اتخذنا الخيارات الصحيحة، واستثمرنا في التنمية، وحفزنا التكامل الإقليمي، استطعنا ضمان عدم خروج التقدم الاقتصادي عن مساره بسبب الصراعات السياسية سيكون هناك سبب للتفاؤل إذا تصرفنا بوضوح ومسؤولية والتزام مشترك.
وفي الوقت ذاته، قال: إذا بقينا ملتزمين بالحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد، وإعطاء الأولوية للسلام المستدام، فيمكننا التغلب على المخاطر ونصبح أكثر استقرارا، وفيما يتعلق بلبنان، وأضاف: إن انتخاب رئيس للجمهورية يعد خطوة مهمة، لافتا إلى أن تشكيل الحكومة يعد فرصة مرحبا بها لدفع الإصلاحات الضرورية جنبا إلى جنب مع التنفيذ الكامل للاتفاقيات ذات الصلة والقرارات الدولية وضمان سلطة الدولة في جميع أنحاء الأراضي.
وبشأن السودان، أوضح أن الأوضاع في السودان تتطلب مشاركة دولية مستدامة لتسهيل عملية التسوية والحل السياسي لدعم المسار إلى الأمن والتعافي الاقتصادي، وأشار في الوقت ذاته إلى أهمية حماية أمن الملاحة البحرية، إذ قال إن البحر الأحمر يشكل محورا حيويا للتجارة الدولية، لافتا إلى أن أي خلل في عملية الأمن البحري يشكل خطرا على الاقتصاد العالمي كما أن التدفق الحر للتجارة يصب في مصلحة جميع البلدان، طبقا لما قال.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديڤيد لامي إنه لم ير أي رغبة في السلام من جانب روسيا في أوكرانيا بعد الاستماع لخطاب ألقاه وزير الخارجية الروسي سيرغي لاڤروڤ.
وأدلى لامي بتلك التصريحات للصحافيين بعدما خاطب لاڤروڤ غيره من كبار الديبلوماسيين في جلسة عقدت خلف الأبواب المغلقة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ.
وقال لامي «يجب أن أقول عندما أستمع لما قاله الروس وما قاله لاڤروڤ في الغرفة، إنني لا أرى أي رغبة في الوصول حقا للسلام».
وفي نص لخطابه أصدرته وزارة الخارجية الروسية، جدد لاڤروڤ انتقاده الطويل للغرب واتهمه بالتدخل في «الشؤون الداخلية» للبلدان الأخرى.
وقال لامي إن لاڤروڤ ترك مقعده في غرفة الاجتماع عندما حان دوره للحديث.
بدوره، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظرائه في مجموعة العشرين إن «نافذة للسلام» تفتح في أوكرانيا، وذلك بعد أيام عدة على اجتماع بين مسؤولين روس وأميركيين كبار في الرياض.
وأفاد وانغ يي بأن «الصين لاحظت أن الدعوات لإجراء محادثات سلام قد ازدادت في الآونة الأخيرة، وأن نافذة للسلام تفتح»، وذلك وفق ما في جاء في كلمة له نشرتها وزارة الخارجية الصينية قبل أيام من الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.