بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
تبدأ الحكومة اليوم أولى مواجهاتها مع المجلس النيابي بطرح بيانها الوزاري للنقاش من قبل النواب. وهذه المواجهة قد تفتح الباب أمام تعاون لإنجاز رزمة من مشاريع القوانين التي تريد الحكومة تحقيقها، أو ما هو مطلوب من قبل المجتمع الدولي وخصوصا صندوق النقد الدولي.
وتنتظر الحكومة مواجهات أكبر عند طرح مشاريع إصلاحية، بالاعتراض عليها من شريحة واسعة من النواب، على اعتبار انها تمثل «إملاءات خارجية (اقتصادية وليس بالضرورة سياسية)»، خصوصا ان تجربة مشروع قانون «الكابيتال كونترول» الذي لم تستطع الحكومة السابقة إقراره في المجلس النيابي على الرغم من قيامها بعدة محاولات، قد جرت مناقشته في اللجان طويلا، وعرض أكثر من مرة على اللجان المشتركة والهيئة العامة، باعتباره يشكل مدخلا لإصلاح الوضع المصرفي والنقدي واستعادة أموال المودعين. وقد ذكر به الاتحاد الأوروبي عندما تحدث عن مساعدة لبنان بمبلغ مليار ونصف مليار يورو كمدخل إصلاحي لعودة المصارف، التي تشكل في حساباته جزءا من خطة النهوض الاقتصادي.
على أي حال، سيسهب المجلس النيابي في مناقشته للبيان الوزاري، وانتقاده في سجالات «ماراثونية» كما هي العادة. وفي النتيجة، ستحصل الحكومة على ثقة كبيرة من النواب نتيجة مشاركة معظم الكتل فيها وكذلك التأييد من النواب المستقلين، يضاف إلى ذلك ان حكومة العهد الأولى تعطى الفرصة دائما. وستحجب كتل «لبنان القوي» التابعة لـ «التيار الوطني الحر» الثقة، وكذلك نائب بيروت نبيل بدر وفق ما أكد لـ «الأنباء»، فضلا عن عدد قليل آخر من النواب.
في المواقف، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لوفد سفراء الدول الفرنكوفونية ان «لبنان كان وسيبقى جسرا بين الشرق والغرب، واللغة الفرنسية فيه هي اللغة الثانية بعد العربية، لأنها لغة ثقافة وحوار وحداثة وقيم».
في الجنوب، تستمر إسرائيل في خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. لكن برر إعلانها الأحد انها شنت 14 غارة في مناطق مختلفة في البلاد بأنه يأتي ضمن تطبيق الاتفاق. ولطالما أثيرت اعتراضات عن وجود بند في الاتفاق يتيح لإسرائيل، تحت شعار استباقي، استهداف مستودعات أسلحة لـ «حزب الله»، ومنع وصول أسلحة إليه، والحيلولة دون قيام كوادره وأفراده بتهديد أمن إسرائيل التي تقوم للغاية، بحسب تبريرها بتنفيذ عمليات اغتيال لمنضوين في صفوف الحزب.
كما بدا واضحا ان إسرائيل لم تتخل عن استهداف كوادر الحزب، الأمر الذي بدا في تفادي الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم من الظهور المباشر العلني في تشييع سلفيه حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
في العاصفة الثلجية القطبية التي تضرب لبنان، وبحسب الأب ايلي خنيصر كاهن رعية الخنشارة والجوار في المتن الشمالي لطائفة الروم الكاثوليك والمتخصص في الأحوال الجوية وعلم المناخ في بوسطن، فإن الثلوج حاضرة مع البرودة القطبية من دون تراكمات ثلجية تذكر. وقد لامست ارتفاع 400 متر في المناطق الوسطى، وارتفاع 100 متر في الشمال لجهة هطول النفنفات الثلجية.
وقال خنيصر ان المنخفض الجوي الذي أطلق عليه اسم «آدم»، سيزنر الشرق الأوسط بالجليد جراء الرياح القطبية الشمالية، وصولا إلى قطر والكويت والدمام ووسط المملكة العربية السعودية.
وكانت السواحل اللبنانية شهدت سقوط نفنفات ثلجية على ارتفاع لامس 100 متر. وتسبب تشكل طبقات الجليد في ارتفاعات متوسطة بإغلاق المؤسسات التربوية المدرسية في غالبية المناطق اللبنانية. فيما فتحت بعض الجامعات الخاصة في بيروت أبوابها، وسجلت غيابات للطلاب وعدد من الأساتذة.
وتدنت درجة الحرارة على الساحل اللبناني إلى اثنتين. ونزلت تحت الصفر في مناطق متوسطة وأخرى جبلية.
وارتفع الطلب على استخدام مادة المازوت لوسائل التدفئة وكذلك الحطب، تحسبا لموجات صقيع أخرى قد تضرب البلاد. وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لحوادث انزلاق عدة في جميع المناطق اللبنانية، مرفقة بمشاهد عن الثلج الأبيض الذي غطى مساحات واسعة في البلاد.
وكتبت وزارة الأشغال العامة والنقل على حسابها منصة «إكس»: «لبنان يكتسي بالأبيض، وفرق وزارة الأشغال تعمل دون توقف على فتح الطرق، إزالة الثلوج، ونثر الملح في المناطق الحيوية لضمان سلامة الجميع: اللقلوق، زغرتا، بشري، إهدن وضهر البيدر. قودوا بحذر وابقوا على اطلاع».
في سياق آخر، صدر عن وزارتي الزراعة والبيئة بيانا قالتا فيه: «نظرا إلى حجم الجرائم البيئية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان، واستجابة للتساؤلات حول المخاوف بشأن تأثير الفوسفور على المحاصيل الزراعية في المناطق الجنوبية، تؤكد وزارتا الزراعة والبيئة أن الفحوصات المخبرية الأولية التي أجريت على عينات من المحاصيل، ولاسيما الزيتون، أظهرت عدم تأثرها بالفوسفور، مما يجعل استهلاكها آمنا». وأكدت الوزارتان «التزامهما الكامل بحماية البيئة وصحة المواطنين وضمان جودة المنتجات الزراعية».