بيروت ـ عامر زين الدين
أثارت التصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمتعلقة بواقع ومستقبل طائفة الموحدين الدروز عموما ومدينة السويداء السورية خصوصا، موجة من التساؤلات حول توقيت اطلاق تلك المواقف وما رافقها من استعادة طروحات قديمة متصلة بها.
بمعزل عن جدية الطرح من أعلى مسؤول إسرائيلي، حضر طرح انشاء دولة جديدة تحت مسمى «الدولة الدرزية»، من خلال المخطط القديم لها، تبدأ من ساحل الشوف في لبنان مرورا بالبقاع وامتدادا إلى سفوح جبل الشيخ ووصولا إلى السويداء السورية.
التطبيقات والوسائل الاعلامية ضجت بماهية الرسائل السياسية وتفسير ما اراده نتنياهو، بدعوته إلى حماية الدروز.
عضو مجلس القيادة في الحزب «التقدمي الاشتراكي» المكلف الملف الفلسطيني د.بهاء ابو كروم رأى في تصريح لـ «الأنباء» ان «نتنياهو يحاول استغلال وضعية الدروز على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، لإيجاد ذريعة تمنحه فرصة التدخل وتبرير توغله، كما في جبل الشيخ وفي جنوب سورية، لتوسيع المنطقة العازلة وبقائه في جبل الشيخ الحدودي مع سورية، ومستغلا التطورات التي جرت بهذا الخصوص».
وتابع «تضخيم التحديات التي يواجهها الدروز اليوم، وتسويق نظرية أنه الوحيد القادر على حمايتهم، انما يهدف لإيقاع فتنة مع القيادة السورية الجديدة».
وأضاف «الدروز يدركون حقيقة تلك النوايا، وكما انهم رفضوا سابقا المشاريع التي عرضت عليهم بما يسمى الدولة الدرزية عن طريق التعاون بين سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط وكل المرجعيات السياسية والدينية، فإنهم يتمسكون برفضها اليوم. وهم يؤكدون كما في كل استحقاق على هويتهم العربية - الإسلامية وعلى وحدة لبنان وسورية».
ورأى ابو كروم ان «خطورة الموقف تزامن مع رغبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب التوسعية للكيان الإسرائيلي وتهجير الفلسطينيين، لكن الحزب الاشتراكي والردود الدرزية الرافضة لتلك التصريحات، انما تعبر حقيقة عن موقف الطائفة، لجهة عدم الانخراط في أي مشروع تجزئة من هذا القبيل».