لم أستغرب أبدا عندما سمعت عن المبادرة الكريمة التي أطلقها السيد فواز خالد يوسف المرزوق باسم «الكويت تستاهل»، فتاريخ هذه الأسرة الكريمة مليء بمثل هذه المبادرات الوطنية التي تعبر عن حب حقيقي للكويت وأهلها، ومن ينسى المواقف الوطنية الكريمة للمرحوم بإذن الله العم خالد يوسف المرزوق حين وضع كل ما يملك في خدمة الكويت وأهلها خلال فترة الاحتلال العراقي الغاشم عام 1990؟ وقد أخبرني أحد الأصدقاء ممن كانوا في القاهرة في تلك الأيام أن السيد فواز خالد يوسف المرزوق كان يجول بنفسه على مساكن الكويتيين هناك ويقدم لهم المساعدات، في عمل يضاهي عمل حكومات ومؤسسات كاملة، فجزاهم الله خير الجزاء، ورفع الله قدرهم، وبوركت هذه الجهود الوطنية الطيبة.
***
مبادرة «الكويت تستاهل» هي فزعة كويتية أصيلة، أطلقها السيد فواز خالد يوسف المرزوق ليعلن من خلالها عن تأسيس «صندوق شعبي» يجمع المساهمات من أهل الكويت الراغبين في دعم جهود الحكومة الكويتية لمواجهة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، وقد حرص على أن يبدأ بنفسه من خلال المساهمة بمبلغ 10 ملايين دولار أميركي، كما حرص على أن يكون هذا الصندوق تحت مظلة الحكومة الكويتية لضمان الشفافية والمتابعة، وليكون تحت تصرف حكومة الكويت بمختلف قطاعاتها في هذا الظرف الصعب الذي تعيشه بلادنا الكويت، والذي بذلت فيه الحكومة الغالي والنفيس لحماية الكويت وأهلها، وشهد لها الجميع بالحكمة وحسن التصرف وبصورة استباقية في مواجهة هذا الوباء، في وقت تتخبط فيه دول عظمى ومتقدمة بسبب تأخر القرارات وسوء إدارة الأزمة.
فالذي يتأمل فيما يجري في العالم يرى العجب، حيث يعاني الناس في كثير من الدول المتقدمة من فراغ محلات المواد الغذائية والصيدليات، ومن طوابير طويلة ومرهقة وبلا خدمات، وصراع على سلع بسيطة وأولية، وتخبط في إجراءات الحجر والوقاية وتأمين الحياة، في حين ننعم في الكويت بفضل الله عز وجل ثم بفضل الأداء الرائع للحكومة والجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية وتعاون الناس وفزعات أهل الكويت الخيرين، ننعم بالأمن والرخاء وتوافر كل مستلزمات الحياة الأساسية والكمالية أيضا، إنها نعمة تستوجب الشكر لله عز وجل أولا، ثم شكر كل من شارك بإيجابية في إشعال شمعة وتقديم المساعدة بدلا من لعن الظلام ونشر اليأس.
***
شكراً كبيرة نقولها للسيد فواز خالد يوسف المرزوق على هذه المبادرة الطيبة، وعلى هذه المساهمة الكريمة، وعلى هذه الفزعة الكويتية الأصيلة في إطلاق مبادرة «الكويت تستاهل».
وبدورنا ندعو الجميع إلى المشاركة فيها بقدر المستطاع، فالحكومة تبذل جهودا كبيرة لتأمين متطلبات الحياة من غذاء ودواء، ولكن في ظل انهيار أسعار النفط يصبح علينا جميعا دور وطني نرد فيه جزءا بسيطا من خير الكويت علينا، ومن أهم عوامل نجاة الدول من هذا الوباء واستمرارها في توفير متطلبات الحياة والأمن لشعوبها هو تكاتف الشعب مع الحكومة، وهذا ما حظيت به الكويت دائما، فلنساهم جميعا في مبادرة «الكويت تستاهل»، لتبقى الكويت بإذن الله أرض الخير والأمن والرخاء لنا ولأبنائنا من بعدنا.
[email protected]