مفرح الشمري
الكل يعلم ان دور المكياج كبير في اعمالنا الفنية خصوصا في الاعمال التلفزيونية الدرامية، لأنه فن بذاته ويسعى القائمون على انتاج الاعمال الدرامية الى البحث عن خبراء في هذا الفن للاستعانة بهم في تجهيز شخصيات أعمالهم بما يتماشى والادوار المسندة لهم.
لذلك، نجد الاهتمام زاد منذ سنوات بالبحث عن فنانين في فن المكياج سواء من الداخل او الخارج، وعلى الرغم من تواجدهم بكثرة الا انه ليس كل «ماكيير» بـ «ماكيير» حقيقي، فهناك اختلافات كثيرة ومستويات، وتأتي هذه الاختلافات في سنوات الخبرة في العمل بهذا المجال، خصوصا بعد ان اصبح من المجالات المهمة في الاعمال الفنية، سواء تلفزيونية او سينمائية او مسرحية، لأن خبير المكياج بمقدوره ان يعلي من شأن العمل ويمنحه العديد من الجوائز او يخفضه ويمر مرور الكرام. وفي ظل ما نشاهده من اعمال درامية في موسم رمضان الحالي، نجد ان هناك أعمالا تميزت بعد ان منحها المكياج التميز شكلا ومضمونا لأنه ساهم في اقناع المشاهدين بالشخصيات التي يشاهدونها، بينما نجد ان هناك اعمالا كانت مثار لغط لدى المشاهدين بسبب مكياج شخصياتها الذي لم يعبر عن مكنون ما في داخلها.
وفن المكياج يحتاج الى اشخاص يستطيعون رسم الشخصيات في اذهانهم وهم يقرأون النصوص الدرامية الذي بين ايديهم حتى يتم تنفيذها بالشكل الصحيح على الشاشة.
وبمتابعة فن المكياج في الاعمال الدرامية المعروضة، نجد ان أي خبير تجميل مهما كانت جنسيته، لا يمكنه أن يصبح «ميك آب آرتيست» الا ان يكون مثقفا ومتفهما لما يقدمه من فن وخدع في المكياج.
فهو ليس هواية يزاولها اي شخص وانما دراسة متخصصة يطلع من خلالها على الفنون والخدع الخاصة بالمكياج حتى يكون ما يقدمه مقنعا للجميع.
وبرصد الاعمال الدرامية المعروضة حاليا في الموسم الرمضاني وتحديدا الاعمال الخليجية، نجد ان هناك اعمالا تميزت بفن وخدع المكياج وأخرى كان فيها فن المكياج «سلق بيض» على الرغم من انتاجها الضخم.
ولو استعرصنا بالصور «بواريك ومكياج» الفنانين المشاركين في بعض الاعمال الدرامية المحلية والخليجية نجدها تتفاوت من عمل الى آخر، وفي ظل هذا التفاوت نجد ان المسلسل الخليجي «ام هارون» جذب المشاهدين شكلا ومضمونا، ليس فقط بفكرته واحداثه بل حتى في فن «المكياج» و«تكنيك باروكة» شخصية «ام هارون» للقديرة حياة الفهد، بالاضافة الى شخصية «الحاخام داود» عبدالمحسن النمر، وهذا امر يستوجب منا تقديم التحية لفريق المكياج الايراني في هذا المسلسل، الذي ابدع برسم هذه الشخصيات سواء بالمكياج او الشعر او حتى بالاكسسوارات المستخدمة في هذا المسلسل، فهي بلا شك اضافت الكثير لهذا العمل.
اما بقية الاعمال فكان فن المكياج للاسف «ضايع» وواجه العديد من السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «باروكة» طارق العلي في مسلسل «آل ديسمبر» و«باروكة» داود حسين في مسلسل «في ذاكرة الظل»، وتصدى لتصميم المكياج في هذين العملين فريق من الجنسية الايرانية، وهذا ان دل فإنه يدل على ان ليس كل فريق إيراني مبدعا في المكياج والتجميل.
اما في مسلسل «كسرة ظهر» فنجد «لحية» عبدالله السدحان بعد تغير حاله، حيث كانت تحتاج الى ترتيب، ولكن للاسف كانت عادية جدا وغير مقنعة للمشاهد، فلم يوفق فريق المكياج في هذا المسلسل بتوصيل الحالة التي كان عليها الفنان عبدالله السدحان بعد تغيير مجرى حياته، وهذا الامر ينطبق على مكياج شخصيتي محمد الصيرفي وشيلاء سبت في مسلسل «رحى الايام» حيث مرا بمراحل عديدة من الصغر للكبر وبعد الزواج ولكن للاسف «ماكو» ابداع في المكياج على الرغم من ان الذي يتصدى لمكياج المسلسل اللبناني عبدو طقش الذي عمل في العديد من الاعمال الدرامية والمسرحية في الكويت.
وفي ظل غياب الطاقات الشبابية الكويتية في الاعمال المذكورة اعلاه، يجب تقديم التحية للقائمين على مسلسل «محمد على رود» للاستعانة بمصممة المكياج الكويتية سلوى الفرج التي تظهر ابداعاتها على وجه الفنانة حصة النبهان، وهذا امر يشكر عليه القائمون على العمل، وفي الوقت نفسه يدفعنا للتساؤل: لماذا يستعين بعض صناع الدراما الكويتية بخبراء تجميل ومصممي ماكياج من دول اخرى ونحن في الكويت نمتلك طاقات شبابية في هذا المجال ويشار اليهم بالبنان، سواء في اعمالهم التلفزيونية او المسرحية؟ ومن هؤلاء الماكيير الشباب عبدالعزبز الجريب الذي حاز جوائز عدة بتصميم وفن خدع الماكياج في العديد من المسرحيات سواء المسرحيات النوعية او الجماهيرية، وعندما عمل في الدراما ابهر الجميع واقنعهم بالمكياج الذي صممه لشخصية «موضي» للفنانة القديرة سعاد عبدالله عندما حولها بلمساته الجميلة والمتقنة الى امرأة عجوز تجسد دور والدة «ثريا» (سعاد عبدالله) والتي جسدت الشخصيتين بشكلين مختلفين اقتنع بهما المشاهدون، ولم تتوقف ابداعات الجريب عند هذا الحد فتمت الاستعانة به في العديد من الاعمال الدرامية مثل «روتين» و«الوجه المستعار» و«مجموعة انسان» و«كنة الشام وكناين الشامية» و«عزوتي» و«واحد مهم»، فلماذا لا تتم الاستعانة بمثل هذه الطاقات الكويتية ونستعين بـ «ماكيييرية» من خارج هوليوود الخليج «الكويت»؟
اقرا ايضا