بيروت - عمر حبنجر
كطائر العنقاء.. خرج لبنان من رماد الأزمات الاقتصادية والمعيشية والسياسية التي يعيش تحت وطأتها ليثبت للعالم أنه منارة للثقافة والإبداع. وهل غير «دراج بعلبك» التي صدحت عليها أجمل الأصوات وأعذب الألحان تشهد على ذلك.
لليلة وحيدة ومن دون جمهور، شهد معبد باخوس الحفلة - الحدث بعنوان «صوت الصمود»، بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير ومرور 250 عاما على ولادة بيتهوفن، أحيتها الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان داخل جدران القلعة الرومانية، بمشاركة جوقة جامعة سيدة اللويزة وجوقة المعهد الأنطوني والصوت العتيق. ونقلت عبر أكثرية القنوات التلفزيونية اللبنانية ووسائل التواصل الاجتماعي.وعلى شكل قرص الشمس في «معبد الشمس»، توزع الموسيقيون والفنيون البالغ عددهم أكثر من 150 في الباحة محافظين على التباعد الاجتماعي لتقديم برنامج يجمع أنماطا موسيقية متنوعة.
وقالت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج لوكالة «فرانس برس» ان هذا الحدث هو «طريقة للقول ان لبنان يأبى أن يموت وأن لدينا قطاعا ثقافيا وفنيا منتجا ومبدعا للغاية»، مضيفة: «نريد إيصال رسالة بأن الحياة الثقافية يجب أن تستمر لكن بطريقة جديدة».
من جهته، قال المايسترو هاروت فازيليان الذي قاد الحفل بجدارة انه واثق من أن آلاف الناس سيصفقون له من أمام الشاشات في بيوتهم. وتضمن البرنامج الذي استهل بالنشيد الوطني اللبناني مقطوعات لبيتهوفن وأبرزها السيمفونية التاسعة التي ينطلق منها «نشيد الحرية» ومن مسرحيات الرحابنة التي ظهرت مقاطع منها مصورة على جدران القلعة شملت فيروز وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين الى جانب لقطات لرؤساء الجمهورية الذين شاركوا بافتتاح مهرجانات بعلبك الدولية خاصة الرئيس الراحل كميل شمعون الذي دشن أول حفل لهذه المهرجانات عام 1954.
وتحسبا لانقطاع التيار الكهربائي عن بيروت، نصبت شاشة عملاقة على واجهة المتحف الوطني في المنطقة الوسطية التي تحمل اسم المتحف، حيث تسنى لمن يرغب من المواطنين متابعة الحفل الذي استغرق ساعة مجانا، وتخللته قراءات للممثل اللبناني القدير رفيق علي احمد. وزير الثقافة عباس مرتضى علق على الحفل بالقول: «رغم الأزمات نحن شعب يحب الحياة».