تقدم مقاتلو طالبان في ولاية بانشير، آخر جيب للقوات المناهضة للحركة، في وقت حذر رئيس الأركان الأميركي من أن أفغانستان تواجه خطر الانزلاق في حرب أهلية أوسع نطاقا من شأنها أن توفر أرضا خصبة «للإرهاب».
وينتظر أن تضع طالبان اللمسات الأخيرة على شكل نظامها الجديد، بعد 3 أسابيع من سيطرتها السريعة على كابول التي يشير محللون إلى أنها شكلت مفاجأة حتى للحركة ذاتها. لكن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي شكك في مدى قدرة الحركة على ترسيخ سلطتها مع تحولها من قوة تخوض حرب عصابات إلى حكومة.
وقال ميلي لشبكة «فوكس نيوز»: «أعتقد أن هناك على الأقل احتمالا كبيرا جدا باندلاع حرب أهلية أوسع من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم دعش أو.. مجموعات إرهابية أخرى». وأعطى تقييما متشائما للوضع في أفغانستان، وقال: «الظروف ترجح للغاية.. بأن نشهد عودة للإرهاب من هذه المنطقة بالعموم في غضون 12 أو 24 و36 شهرا».
وتعهد قادة أفغانستان الجدد بالحكم بطريقة أكثر تساهلا من ولايتهم الأولى. ووعدت بحكومة «شاملة للجميع» تمثل تركيبة أفغانستان العرقية المعقدة.
لكن وعودها وقعت على آذان صماء في إقليم بانشير الوعر شمال كابول.
وعلى غرار الأيام الماضية تضاربت المعلومات حول الوضع الميداني أمس. وبعد أيام على إعلان مسؤولين من الحركة سيطرتها على الإقليم وبالتالي كامل أفغانستان، تجدد القتال أمس وتحدث المسؤول في طالبان بلال كريمي عن وقوع مواجهات عنيفة في الوادي. وفي وقت لاحق أعلن كريمي على حسابه في «تويتر» أن قوات الحركة دخلت عاصمة إقليم بانشير ومقر الشرطة الرئيسي ومركز منطقة رخة قرب بازاراك عاصمة الإقليم وكافة المرافق الحكومية، مشيرا إلى أن قوات «جبهة المقاومة الوطنية» بقيادة أحمد مسعود تكبدت خسائر كبيرة بين قتيل وجريح، إضافة لأسر العديد وضبط مركبات وأسلحة وذخائر.
بدوره، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم إن قوات الحركة «تقترب من السيطرة على مركز الولاية بعد سيطرتها على جميع مديرياتها السبعة»، في حين قالت قوات الزعيم المحلي أحمد مسعود إنها حاصرت حوالي ألف من قوات طالبان بعد تفجيرها جسرا في منطقة دولانسانك واشترطت رفع الحصار عن الإقليم أو أنها ستقتل المحاصرين، بحس ما نقلت قناة «الجزيرة».
وفي وقت سابق أمس، قال فهيم داشتي المتحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، التي تضم قوات معارضة موالية للزعيم المحلي أحمد مسعود، إن «آلة الدعاية» التابعة لطالبان تحاول نشر رسائل مضللة، مشيرا إلى أن قوات المعارضة طردت قوات طالبان من جزء آخر من الوادي.
في هذه الأثناء، من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم إلى قطر، التي تلعب دورا رئيسيا في مجريات الأحداث في أفغانستان وتستضيف المكتب السياسي لحركة طالبان. لكن لا يتوقع أن يلتقي الوزير عناصر الحركة.
وسيتوجه لاحقا إلى ألمانيا لترؤس اجتماع وزاري يضم 20 بلدا بشأن أفغانستان إلى جانب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.
..والسماح للطالبات بارتياد الجامعات الأفغانية شرط ارتداء العباءة والنقاب
كابول ـ أ.ف.پ: جاء في مرسوم صادر عن نظام طالبان الجديد، عشية إعادة فتح الجامعات الخاصة في افغانستان، أن على الطالبات ارتداء عباءة سوداء والنقاب وستتابعن الفصول الدراسية في صفوف غير مختلطة. كما سيتعين على الشابات المسجلات في هذه الجامعات مغادرة الفصل قبل الطلاب بخمس دقائق والانتظار في قاعات انتظار إلى أن يغادر أولئك المبنى، بحسب هذا المرسوم الذي نشرته وزارة التعليم العالي.
وسيطلب من الجامعات «توظيف معلمات للطالبات» أو محاولة توظيف «أساتذة مسنين» بعد التحقق من أخلاقهم الحميدة، كما ذكر المرسوم. وملف حقوق المرأة يثير اهتمام المجتمع الدولي بعد أن استولت طالبان على السلطة في 15 أغسطس بعد هجوم عسكري خاطف.
وفيما يتعلق بالفصول غير المختلطة «سيكون الأمر معقدا من الناحية العملية، ليس لدينا عدد كاف من المعلمات أو الفصول الدراسية لفصل الاناث» عن الذكور.