شهد مطار حامد كرزاي الدولي أمس أول عملية إجلاء لرعايا أجانب منذ انتهاء الانسحاب الأميركي نهاية أغسطس الماضي، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول.
ونقلت تقارير إعلامية عن ديبلوماسيين في كابول، أنه سمح لإجمالي 211 أفغانيا مزدوجي الجنسية من بينهم 30 أميركيا بمغادرة البلاد على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية القطرية.
جاء ذلك تنفيذا لتعهد حكومة حركة طالبان الجديدة بالسماح لأكثر من 200 أميركي ومواطنين من دول أخرى بالسفر عبر مطار كابول على متن طائرات مستأجرة حسبما نقل مسؤول أميركي.
وقد أعلن مسؤول قطري من على مدرج مطار كابول، أن المطار جاهز للعمليات بنسبة 90% تقريبا، لكن إعادة فتحه ستكون تدريجية وفقا للخطط، مشيرا إلى أن الرحلات إلى كابول ستمر عبر المجال الجوي الباكستاني في الوقت الراهن لأن غالبية أراضي باكستان مازالت غير مغطاة بالرادار.
وذكر مسؤول قطري آخر هو المبعوث الخاص مطلق بن ماجد القحطاني للصحافيين، أن رحلة ستغادر المطار غدا الجمعة، مضيفا أن طائرة غادرت كابول امس كانت رحلة منتظمة وليست عملية إجلاء.
في السياق نفسه، نقل موقع روسيا اليوم «RT» أن الخبراء العاملين على إعادة تشغيل مطار حامد كرزاي الدولي يتوقعون أنه سيكون جاهزا لاستئناف الرحلات الدولية في غضون الأيام القليلة القادمة.
ونقل الموقع عن مصادر خاصة قولها إن فريق العمل الأفغاني ـ التركي ـ القطري أكد أن المطار سيكون جاهزا لاستقبال الرحلات الدولية في غضون ثلاثة أيام.
يأتي ذلك بالتزامن مع وصول طائرة بحرينية محملة بمساعدات إنسانية إلى مطار كابول أمس.
تأتي هذه الخطوات بعد يومين من إعلان طالبان حكومة مؤقتة مشكلة في الأساس من رجال من قبائل البشتون من بينهم مطلوبون للاشتباه في ارتكابهم أعمالا إرهابية، الأمر الذي بدد الآمال الدولية في تشكيل حكومة معتدلة.
واعتبر محللون أن تشكيل الحكومة قد يعرقل اعتراف حكومات غربية بها وهو أمر مهم من أجل التواصل الأوسع نطاقا على الصعيد الاقتصادي.
وقال المسؤول الأميركي لـ «رويترز» مشترطا إخفاء هويته، إن الممثل الأميركي الخاص زلماي خليل زاد مارس ضغوطا على طالبان للسماح برحيل الأجانب.
ولم يقل المسؤول إن كان الأمريكيون ومواطنو الدول الأخرى من بين من تقطعت بهم السبل لأيام في مدينة مزار الشريف بسبب عدم السماح للطائرات المستأجرة بالرحيل.
وفي مطار كابول قال المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري مطلق القحطاني لقناة «الجزيرة»، إنه «يوم تاريخي لهذا المطار»، مضيفا أن «إعادة فتح المطار للرحلات الدولية (...) قد يكون بشكل تدريجي».
وقال أحد أعضاء الفريق التقني القطري: «تمكنا من إصلاح الرادار وبعض أجهزة الهبوط الآلي التي كانت لا تعمل (..) وبعد ذلك أجهزة الاتصالات».