اعتقلت القوات الإسرائيلية آخر أسيرين من بين 6 فلسطينيين كانوا قد فروا من سجن «جلبوع» شديد الحراسة قبل نحو أسبوعين في عملية أحرجت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فيما تعهدت حركة «حماس» بالعمل «من أجل إتمام صفقة تبادل مشرفة لأسرانا والشعب الفلسطيني يكون الأسرى الـ 6 ضمن أبطالها».
وقال جيش الاحتلال في بيان امس إن القوات الإسرائيلية الخاصة اعتقلت الأسيرين: أيهم كممجي (35 عاما) ومناضل نفيعات (26 عاما)، وكلاهما عضوان في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وذلك خلال مداهمة في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
وأضاف الجيش الإسرائيلي «كما تم إلقاء القبض على اثنين تعاونا معهما»، مضيفا انه تم نقل الـ 4 لمزيد من الاستجواب».
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت الحي الشرقي من مدينة جنين وحاصرت منزلا في الحي، واعتقلت الأسيرين كممجي ونفيعات.
ولفت فؤاد كممجي والد الأسير أيهم، لتلفزيون فلسطين الرسمي، إلى أن نجله هاتفه عند الساعة الثانية إلا ربع فجر الأحد، وأخبره بأن الجيش الإسرائيلي يحاصر المنزل الذي يتواجد فيه، وحرصا على سلامة أهله سيسلم نفسه.
بدوره، اعتقل الأسير نفيعات في 2020، وكان ينتظر نطق الحكم بحقه لدى هروبه. وسبق أن سجن مرات عدة بسبب نشاطه في الحركة ذاتها.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت بأداء المشاركين في عملية إلقاء القبض على الأسرى الفلسطينيين، وقال في بيان: «أود أن أشكر القوات الأمنية التي عملت ليلا ونهارا، بما في ذلك أيام السبت والأعياد، لإنهاء هذا الموقف».
وجندت إسرائيل كامل أجهزتها الأمنية للقبض على الأسرى الفارين من خلال حفر نفق تحت مغسلة سجن جلبوع، وشمل ذلك طائرات مسيرة ونقاط تفتيش فيما نشرت قوة من الجيش الإسرائيلي في جنين، حيث نشأ معظم الأسرى الفارين.
وتواصلت عملية البحث عن الأسيرين الفارين على نطاق واسع لأسبوعين تقريبا، إذ ألقي القبض على 4 منهم الأسبوع الماضي.
وفي تغريدة على «تويتر» أفاد جيش الاحتلال بأن آخر سجينين استسلما «بعدما حاصرتهما قوات الأمن التي تحركت بشكل محدد بناء على معلومات استخباراتية دقيقة».
وذكر نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسرى في السجون الإسرائيلية، يعانون من آثار قمع وتنكيل تعرضوا له بعد تمكن الأسرى من الفرار. وقال في بيان إن هناك قلقا كبيرا على مصير العديد من الأسرى، ووفقا للمتابعة فإن الأسرى الذين تم نقلهم من قسم (3) في سجن «جلبوع» إلى سجن «شطة»، تعرضوا لعمليات قمع عنيفة، وهناك إصابات بين صفوفهم، وهم بحاجة إلى متابعة قانونية وصحية عاجلة.
وأكد نادي الأسير أن معركة الأسرى لم تنته بعد، لاسيما أن هناك مجموعة من الأسرى يواصلون معركة الإضراب عن الطعام أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب عن الطعام منذ (67) يوما، ومقداد القواسمة منذ (60) يوما، وعلاء الأعرج منذ (42) يوما، وهشام أبو هواش منذ (34) يوما، ورايق بشارات منذ (29) يوما، وشادي أبو عكر منذ (26) يوما.
من جهتها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بـ «الأبطال»، مشيرة إلى أن إعادة اعتقالهم «لن يمحو أثر الهزيمة التي لحقت بالاحتلال بعد أن اجتاز الأسرى الستة تحصيناته، وأشعلوا انتفاضة الحرية ومعركة السجون».
وتعهدت الحركة بمواصلة العمل من أجل تحرير الأسرى في سجون إسرائيل، وأن يبقى هذا العمل «واجبا من أهم الواجبات وأكثرها إلحاحا وأولوية».
وحملت في بيان لها إسرائيل «المسؤولية الكاملة عن المساس بحياة الأسرى»، داعية الأجنحة العسكرية للفصائل إلى «البقاء في حال استنفار وجاهزية عالية للذود عن الأسرى».
بدوره، قال عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف الأسرى في حركة حماس زاهر جبارين، في بيان امس: «نوجه التحية لأبطال ملحمة نفق الحرية في سجن جلبوع، الذين قدموا نموذجا ملهما لكل أحرار الشعب الفلسطيني».
وأكد جبارين أن «قيادة المقاومة تعمل من أجل إتمام صفقة تبادل مشرفة لأسرانا والشعب الفلسطيني يكون الأسرى الـ 6 ضمن أبطالها».