أعلنت الحكومة السودانية إحباط «محاولة انقلابية» جرت صباح أمس، متهمة «ضباطا من فلول النظام البائد» بتنفيذها، في إشارة الى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير المعتقل منذ أكثر من سنتين بعد أن أطاح به الجيش تحت ضغط حركة شعبية احتجاجية عارمة.
وقال وزير الإعلام والثقافة المتحدث باسم الحكومة السودانية حمزة بلول في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي «تمت السيطرة على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام البائد». وأضاف «نطمئن أن الأوضاع تحت السيطرة التامة، وتم القبض على قادة محاولة الانقلاب من العسكريين والمدنيين ويتم التحقيق معهم».
وأكدت القوات المسلحة السودانية أنها اعتقلت عشرات الضباط، المشاركين في المحاولة، وقالت في بيان إن بعض الضباط والرتب الأخرى حاولوا «القيام بالاستيلاء على السلطة في البلاد».
وقال العميد الطاهر أبو هاجه المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش في البيان إنه «تمت استعادة كل المواقع التي سيطر عليها الانقلابيون، وما زال البحث والتحري جاريا للقبض على بقية المتورطين»، كما أشار الى استمرار الأجهزة الأمنية في «ملاحقة فلول النظام المشاركين» في المحاولة.
وفي وقت لاحق، زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبدالفتاح البرهان سلاح المدرعات بمعسكر الشجرة، بعد ورود معلومات عن تورط عدد من قادته في المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وذكر مجلس السيادة، عبر حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك»، أن البرهان زار المعسكر، وحيا الضباط والجنود وشكرهم على حكمتهم في التعامل مع الأحداث.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي»، «لن نسمح بحدوث انقلاب»، مضيفا، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية (سونا)، «نريد تحولا ديموقراطيا حقيقيا عبر انتخابات حرة ونزيهة».
من جهته، قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الوزراء ونقلها التلفزيون الرسمي مباشرة، إن المحاولة الانقلابية كانت «تستهدف الثورة وكل ما حققته من إنجازات»، مضيفا أنه كان «انقلابا مدبرا من جهات داخل القوات المسلحة وخارجها»، وأنه «امتداد لمحاولات فلول النظام البائد لإجهاض الانتقال المدني الديموقراطي».
وقال حمدوك إن المحاولة الانقلابية «كشفت ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية».
وأوضح أن «تحضيرات واسعة» سبقت الانقلاب، وتمثلت «في الانفلات الأمني بإغلاق مناطق إنتاج النفط وإغلاق الطرق التي تربط الميناء ببقية البلاد».
من جانبه، أكد مصدر حكومي رفيع أن منفذي العملية حاولوا السيطرة على مقر الإعلام الرسمي، لكنهم «فشلوا».
وعلى الفور، خرجت تظاهرات في عدد من المدن السودانية احتجاجا على الانقلاب.
وقال محمد حسن وهو من سكان مدينة بورتسودان شرق البلاد «في الواحدة ظهرا خرج عشرات من الشباب والشابات في وسط مدينة بورتسودان يرفعون أعلام السودان ويهتفون: لا لحكم العسكر، مدنية مدنية، لا للانقلاب».
وفي القضارف، (شرق)، قالت أمال حسين «تجمع تلاميذ مدارس ومواطنون حملوا أوراقا كتب عليها لا لحكم العسكر».
كما تظاهر العشرات في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ضد الانقلاب.
وبدت حركة المواطنين والسيارات امس عادية في وسط العاصمة حيث مقر قيادة القوات المسلحة غير أن الجيش أغلق جسرا يربط الخرطوم بمدينة أم درمان على الضفة الغربية لنهر النيل، التي يوجد فيها مقر الإذاعة والتلفزيون الرسميان.
وبحسب «فرانس برس» شوهدت دبابتين متوقفتين عند مدخل الجسر باتجاه أم درمان. وبثت الإذاعة الرسمية «راديو ام درمان» و«تلفزيون السودان» الرسمي منذ الصباح أغاني وطنية.
ودان حزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السودانية، المحاولة الانقلابية. كما أبدت لجان مقاومة الأحياء السكنية التي كانت تنظم الاحتجاجات ضد البشير، استعدادها للخروج الى الشارع ومقاومة أي انقلاب عسكري.