غياب الفرص الاستثمارية لأصحاب الدخول المتوسطة جعل البعض يبحث عنها في أماكن غير تقليدية، ففي حين ظهرت منصات التجارة الإلكترونية مثل Amazon وEbay التي سهلت على التجار عرض منتجاتهم في متاجر إلكترونية، يستخدم البعض هذه المنصات للاستثمار في قطع الليغو Lego.
زرت قبل فترة ولاية مينيسوتا، وخلال زيارتي ذهبت إلى أحد المجمعات التي تحوي مدن ملاهي داخلية، أحدها خاص بشركة ليغو التي تنتج مكعبات البناء التي يستخدمها الأطفال، وفي متجر ليغو، تواجد العديد من الأشخاص يبحثون عن مجموعة ليغو أصدرت حديثا، ولدى سؤالي أحدهم أجابني بأنه يستثمر في الليغو منذ 10 سنوات!
كباحث اقتصادي أثار رده فضولي، وبدأت أبحث عن هذا النمط من الاستثمار، فوجدت بعض الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية الاقتصادية عن الاستثمار في الليغو، وتشير إحدى تلك الدراسات إلى أن متوسط الزيادة السنوية لقيمة بعض المجموعات 8% - 11%، في حين أن متوسط أفق الاستثمار يتراوح بين 5 و10 سنوات.
وكذلك تواصلت مع أحد هؤلاء المستثمرين عن وسائل التواصل الاجتماعي، فشرح لي أنه يستثمر في الليغو Lego والفنكوبوب Funko Pops وبطاقات البوكيمون وبطاقات لاعبي كرة السلة المحترفين وكرة القدم الأميركية وخلافها.
وعن الاستثمار في الليغو، تبين لي أن قيمة المجموعة ترتبط بمدى شعبية الفرانشايز المرتبط بها كحرب النجوم وسلسلة مارفيل، ومدى صحة علبة التخزين، بمعنى وجودها في الحالة الأصلية، وسنة الإصدار، إضافة إلى احتمالية إعادة الإصدار، كما أن هناك معادلات رياضياتية لحساب القيمة العادلة والعائد المتوقع للوصول إلى سعر الاستقرار المحتمل.
كما وجدت أنماطا جديدة للاستثمار طورتها شركات الاستثمار لتحفيز أصحاب الدخول المتوسطة على الدخول إلى السوق، أحدها يسمى الاستثمار الشطري (الجزئي) في القطع الفنية والمقتنيات الثمينة. فدور الاستثمار يؤسس شركات قابضة وكل من تلك الشركات تمتلك أصلا واحدا فقط، ويتم عرض حصص تلك الشركات القابضة للاكتتاب ثم التداول، وبالتالي تتحول التحفة الفنية أو المقتنى الثمين إلى أداة استثمارية ضمنيا.
أستطيع تخيل نجاح هذا النوع من الاستثمار في الكويت، بسبب غياب البدائل الاستثمارية لحفظ الثروة وحمايتها على الأقل من عوامل التضخم. فربما على وزير التجارة النظر في تطوير البيئة القانونية لتفعيل هذا النوع من الاستثمار.
الحاجة أم الاختراع.