التشكيلة الوزارية «الجديدة القديمة» هي بطبيعة الحال تشكيلة مؤقتة أو انتقالية إلى أن تنتهي الانتخابات وتتم مراجعة مخرجات الانتخابات ثم تبدأ عملية البحث المضني عمن يحمل مسؤوليات الحقائب الحكومية.
في الحكومات السابقة كان من أصعب الأمور على رئيس الحكومة هو إيجاد وزراء لحمل الحقائب الحكومية، وكان من أهم أسباب هذا العزوف عند غالبية من تعرض عليهم الوزارة هو الخوف من الحرق سياسيا بسبب ضعف الحكومة آنذاك، وعدم وجود ضمانات لحماية من تعرض عليه الوزارة من المساءلة السياسية خاصة إذا كانت تلك المساءلة لتصفية حسابات أو بسبب تضارب المصالح أو أسباب أخرى غير جادة.
في السابق كانت الحكومات قوية بتضامنها مع وزرائها ودعمهم اللا محدود ومساندتهم مهما كان الوضع السياسي القائم كمساءلة وزير أو لتقديم قانون ما أو تقديم مقترح من أحد الوزراء، فتجد كل الوزراء صفا واحدا في مواجهة الاستجواب، أتذكر تماما حين كان المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رئيسا للوزراء وكان هناك تصويت على قانون مهم، كثر اللغط عليه وزادت الضغوط على بعض الوزراء من بعض النواب، كانت قاعة عبدالله السالم ممتلئة بالجمهور والصحافة وكان كافة أعضاء المجلس حضورا بانتظار دخول الحكومة إلى القاعة، وحانت الساعة وخرجت الحكومة من قاعة استراحة الوزراء يتقدمهم سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وبمعيته كل أعضاء الحكومة وقتها، وكان المنظر أقل ما يوصف بالمهيب، وكان وقع هذا التضامن أثناء ولوج الحكومة للقاعة على النواب والجمهور والصحافة أن كان غالبية الحضور في حالة استحسان لهذا التضامن، فساد الصمت لبرهة ثم بدأ الهمس وتبادل كلمات الترحيب.
الرسالة كانت واضحة بأن الحكومة متضامنة مهما حاول البعض التشكيك، أو حاول شق صفها حتى أثناء التصويت، للعلم الحكومة انتصرت في نهاية التصويت.
القصد: إن تضامن الحكومات وتماسكها وتآلفها هو من أهم أسباب نجاحها في أداء عملها ونجاحها في إنجاز مشاريعها وبرنامجها، ويبقى على رئيس الوزراء دور مهم في استمرار حكومته بالمتابعة والمحاسبة المستمرة دون مجاملة أو تراخ أو محاباة، كما يجب على الوزراء الالتفاف حول الرئيس دعما وولاء وإخلاصا له وللقيادة وللوطن، وألا يخرج أي وزير عن هذا المثلث، لن أسهب في هذا الأمر والحر تكفيه الإشارة.
سمو الرئيس نهنئكم على نيل ثقة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، ونتمنى لكم النجاح في مهامكم، ونتمنى من سموكم إعادة عادة قديمة كان يقوم بها شيوخنا وهي زيارة الدواوين لتكون قريبا من أبناء هذا الوطن، ولتسمع منهم ما لا يصل إلى مسامعكم.. ودمتم.
http://www.ahmadalkhateeb.blog.com