بدأت بعض الدول الديموقراطية تنتهج أسلوبا جديدا في طرق التصويت الانتخابي عبر التصويت الإلكتروني، بعضها يستند في هذا النهج إلى دقة الأرقام وتطابقها بين أعداد الناخبين المصوتين وأرقام النتائج بعد الفرز الآلي، والبعض الآخر وجدها سلسة وبسيطة وغير معقدة ونتائجها مقنعة.
رغم وجود بعض حالات الرفض لأسباب منها ما هو مقنع ومنها ما هو غير مقنع، إلا أن العملية تمت ولاقت استحسان الكثير من الناخبين والمرشحين ومن جهات رقابية محايدة أيضا.
رغم مرور عقود من الزمن على تجربتنا الديموقراطية الثرية، ورغم تعاقب أجيال وأجيال على كراسي مجلس الأمة، ورغم المشاكل العديدة التي واجهت المجالس من تبعات التصويت اليدوي من تزوير وأخطاء في الفرز أدى بعضها إلى إسقاط عضوية بعض المرشحين، إلا أن نظامنا الانتخابي ما زال على طمام المرحوم ولم يحرك أحد ساكنا ومازالت الأوراق هي الفيصل!
بعد دخول حكومتنا في عالم النت، وقد باشرت بالفعل في إنشاء موقع خاص بها جمعت فيه معظم أجهزة الدولة ومؤسساتها أطلقت عليه اسم «سهل»، اعتقد انه قد آن الأوان بأن تتقدم الحكومة بمشروع قانون للتصويت أون لاين في أي أنتخابات تقام في الدولة سواء لمجلس أمة أو للمجلس البلدي أو للجمعيات التعاونية أو لجمعيات النفع العام وغيرها من المجالس التي تقوم على نظام الترشيح والانتخاب، بأن يتم التصويت فيها من خلال برنامج «سهل» أو برنامج «هويتي» أو أي برنامج يمكنها أن تستحدثه وتراه مناسبا لعملية التصويت.
من أهم الأسباب التي قد تكون إيجابية في عملية التصويت إلكترونيا، أولا: توفير الوقت والجهد، حيث سيتم الاستغناء عن معظم الجهات المرتبطة في عملية التصويت اليدوي مثل الإعلام والسلك القضائي والسلك العسكري ممثلا في الشرطة التي تبذل جهدا في ظروف صعبة، ناهيك عن ترك تلك الجهات لأعمال لا تقل أهمية عن عملية التصويت، ثانيا: التوفير في مصاريف الورق والمطبوعات، ثالثا: منع المساومات وشراء الأصوات التي كانت تحدث أثناء عملية التصويت، وكذلك عدم تعطيل المدارس في أيام عملها عن أنشطتها، رابعا: إمكانية التصويت من أي مكان في العالم.
أمور كثيرة إيجابية ستترتب على نظام التصويت الإلكتروني، كل ما نحتاج له برنامج متقن وآلية محصنة وتثقيف وتوعية مجتمعية.
٭ القصد: قد يجد البعض أن عملية التصويت إلكترونيا قد يحدث فيها تلاعب، والسؤال هل تضمن عدم التلاعب في التصويت يدويا؟ أعتقد أن عالم الإنترنت أصبح يدخل في كل تفاصيل حياتنا، وقد أصبح لكل منا هنا هويته الإلكترونية الخاصة «هويتي» لا يمكن أن يدخلها احد غير المخول له بالرقم السري والبصمة، وصار لنا حسابات في البنوك وأرقام سرية لا يمكن لأحد الولوج إليها أو التلاعب بها، لذلك أعتقد أنه من الممكن إنشاء نظام انتخابي متكامل يمكن الاعتماد عليه في تحديث وتطوير أسلوب التصويت في نظامنا الانتخابي، ويكون سببا في تطور الحياة الديموقراطية في الكويت.
http://www.ahmadalkhateeb.blog.com