في مكان بعيد عن أعين الإنس والجان، كانت هنالك غابة قد منّ الله عليها بأرض طيبة آمنة، كان الأسد فيها يحكم بالعدل، والنحل ينتج أجود أنواع العسل، حتى ذاع صيت هذه الغابة في جميع أنحاء الأرض فسميت بمدينة العسل.
ولكن في يوم من الأيام وصل غراب أدهم إلى هذه الغابة، فوسوس في أذن الأسد فزرع في الأسود حب السلطة والتملك، وفي الدببة الجشع، وفي الجراد الطمع، فكان نصيب النحل من هذا الكسل.
صراع دائم بين الأسود حبا في السلطة وولع حتى انهم انشغلت عن نشر العدل، والدببة خافت على فقدان العسل، فصارت حريصة على جمعه بشكل جشع، والجراد يأكل بلا شبع بسبب الطمع.
فجاءت الضباع لعلها تلقى نصيبا في هذا الخراب في فترة غياب العدل، والغراب يشاهد موت الغابة إلى أن غادر الجراد وأخذت الدببة العسل، وماتت الأسود ومات الأمل، ولا عزاء للنحل، فهم المغلوب على أمرهم ولم يحسبوا حساب يوم كهذا، ولم يخطر على بال أحد، فكان الغراب فرحا بهذا المنظر حتى تحولت هذه الغابة الخضراء إلى أرض قاحلة مكفهرة تفوح منها رائحة الموت، فلم يبق منها غير الغراب والضبع.
ملاحظة: الغراب لم يأت إليهم فهو موجود فيهم، اذا فتح له الباب فإنه يخرج أسوأ ما بداخلهم.
Twitter: @A1985Q