تمر علينا هذه الأيام ذكرى غالية علينا ككويتيين وهي العيد الوطني وعيد التحرير، جعل الله أيام هذا البلد كله أعيادا وحفظ الله الكويت وشعبها دائما وأبدا.
وفي هذا العام تأتي هاتان المناسبتان في ظل حكم وقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وفي ظل مرحلة جديدة مهمة جدا من عمر البلاد. وأهمية هذه المرحلة في أنها تتطلب الكثير من الجهود التي يجب أن تكون مشتركة من قبل جميع أبناء هذا الوطن لضمان استدامة العيش الكريم والاستقرار السياسي والاجتماعي، وهي غاية الجميع في ظل مناسبة العيد الوطني ويوم التحرير.
كما أننا في هاتين المناسبتين نستذكر العديد من الأمور التي اقترنت بهما ويمكننا في هذا المقام إذا ما أردنا الحديث عن عيد التحرير واستذكار واقعة الغزو الصدامي الغاشم الذي تعرض فيه شعب هذا البلد المقاوم الصامد لأقسى أنواع القهر والظلم من جار عربي مسلم لطالما وقف معه في جميع المواقف.
هذا الشعب الذي ضرب أروع الأمثلة في الصمود ومقاومة الاحتلال، على الرغم من أنه لم يعتد مثل هذه المواقف منذ فترات طويلة، إلا أنه أبلى فيها البلاء الحسن، وأظهر معدن هذا الشعب الطيب الشامخ في رفض كافة أنواع الذل والخضوع للاحتلال والثبات في المواقف والمبادئ الوطنية وفي مواجهة الحياة وجميع مواقفها المتغيرة، مهما كانت صعبة ومهما كانت ظالمة وقاهرة.
وقد أثبت شعبنا بما لا يدع مجالا للشك أنه شعب يستحق هذا البلد، وهذا البلد يستحقه، فمناسبتا العيد الوطني وعيد التحرير يجب أن تجددان الآمال وتشحذان الهمم لأفراد الشعب لمواصلة بناء هذا البلد والنهوض به والوصول به إلى بر الأمان، ويتوجب أن تكون مناسبة لها أبعاد واسعة الآفاق نحو تعزيز أواصر الأخوة والتعاون وتعزيز مفاهيم ومبادئ الوطنية لمواجهة مختلف ظروف الحياة المعاصرة والظروف الإقليمية المتغيرة بشكل دائم. وتفرض علينا وبناء على تجربة الغزو الماضية أن نعزز كل المفاهيم الوطنية التي تحفظ لنا هذا البلد.
وفي ظل هاتين المناسبتين العزيزتين يتوجب علينا أن نكون يدا واحدة في مواجهة الحياة بشكل موحد. وفي نفس الوقت يتوجب على الأجيال القادمة أن تعي تلك التجربة القاسية التي تعرض لها كل من عاصر تلك الفترة بكل مآسيها، وأن يعطيها حقها من التأمل واسترجاع الذاكرة، وأن تكون درسا كما أسلفنا يحفر في الذاكرة لمواجهة الأيام القادمة وتلك الأيام التي تعج بالكثير من المتغيرات الإقليمية، واضعين على رأس الأولويات التفاف الجميع تحت قيادة ولي الأمر أميرنا المفدى.
ونقول حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل الشرور، فتلك الدار التي نسأل الله أن يحفظها طول المدى تحت راية صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد.
والله الموفق.
[email protected]