لم يعد يفصلنا عن عام 2014 سوى سويعات قليلة، يطوي معه موسما سياحيا لم يكن أفضل من سابقيه من مواسم انقضت خلال السنوات الخمس الأخيرة التي هي عمر الأزمة المالية العالمية.
يشهق 2013 شهقاته الأخيرة ليطوي صفحة مليئة بالإنجازات والتعثرات بالنجاحات والإخفاقات، عام زمني بحلوه ومره مضى ونستقبل عاما جديدا نتمنى بل نحلم بأن تكون للكويت رؤية إستراتيجية طموح للشأن السياحي، خطة تعرف من خلالها ماذا تريد منها؟، لما لا، وعلى أرض الكويت عقول وأصحاب خبرات يمكنهم تحويلها إلى سوق سياحي واعد، متخصص وذي هوية محددة، إما سياحة مؤتمرات ومعارض أو سياحة تسوق، وغيرها.
الكويت بلد جميل وأهلها طيبون، وتملك من مكارم الخصال والصفات الحميدة التي تمكنها من أن تنجح وتتميز إذا ما أطلقت هويتها السياحية في 2014 لتسجل تواجدا على خارطة السياحة العربية أو الإقليمية والعالمية قضية اقتحمناها مرارا وتكرارا على عمود ثقافة السياحة، قضية شغلت جميع العاملين في صناعة السياحة بالكويت، لماذا نغيب عن هذا القطاع الحيوي الذي يمكن أن يعزز دخل الدولة ويوفر فرص عمل راقية ويحقق نسب أشغال لمن استثمر أمواله في القطاع الفندقي أو النقل الجوي أو المجمعات التجارية الفاخرة.
الكويت تتمتع بشعبية كبيرة كوجهة لسياحة الأعمال نظرا لبنيتها التحتية المتطورة للاجتماعات والمؤتمرات، وهو ما يضم للميزات التنافسية التي تمتلكها، في الوقت الذي تجري فيه تحسين المرافق الثقافية، تزامنا مع ترميم المواقع الأثرية وإنشاء متاحف جديدة مهمة في الكويت تشجع الفنون المعاصرة وتعمل على جذب السياحة.
الكويت لديها العديد من المكونات الرئيسية والمنتجات والخدمات السياحية والمعالم السياحية على غرار الشواطئ والثقافة، إلى جانب عوامل تمكين القطاع والتي تسهم في بنائه مثل التسويق والترويج، وعوامل تمكين المنظومة السياحية بشكل عام مثل البنية التحتية والسلامة والأمن التي تؤثر على صورة الكويت لدى السياح.
أنه على الرغم من امتلاك الكويت إمكانات كبيرة في قطاع السياحة، فإنها لم تجعل السياحة أولوية وطنية، ونتيجة لذلك لم تسهم السياحة بأي ناتج من الدخل القومي ودعم الاقتصاد الوطني خلال الأعوام الماضية، بفضل صياغة إستراتيجية السياحة، بمقدور الكويت تنويع اقتصاداتها، وزيادة مهارات القوى العاملة لديها، وخلق فرص عمل في القطاعات المكملة مثل تجارة التجزئة والبناء.
وها نحن الآن على أبواب عام جديد لنحلم جميعا بأن يكون عام 2014 هو بداية الانطلاقة نحو تأسيس إستراتيجية سياحية جديدة هل ستكون هناك شهادة ميلاد وزارة للسياحة أو هيئة مستقلة للسياحة في الكويت، حلم قد طال انتظاره لكل العاملين في هذه الصناعة الواعدة الصاعدة بقوة في الأعوام المقبلة فبعد فوز الخليج ودبي بـ «إكسبو 2020» أصبح الاهتمام بصناعة السياحة في الكويت ودول المنطقة واجبا وطنيا حتى نستطيع مواكبة التطور السياحي الهائل الذي ستشهده المنطقة خلال الأعوام القليلة المقبلة.
ونداؤنا إلى الحكومة الكويتية الجديدة لبذل مزيد من الجهد والاهتمام بصناعة السياحة إذا أرادت للكويت المشاركة على نطاق واسع في النمو العالمي في مجال السياحة والسفر والاستفادة من الزيادة المقدرة بنحو 70% في عدد السياح العالمي على مدار السنوات العشرين المقبلة، والذي من المتوقع أن يصل إلى 1.8 مليار سائح سنويا، وهو الرقم الذي تنبأت به أبرز المنظمات الدولية في قطاع السياحة، ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والمجلس العالمي للسياحة والسفر هذه أرقام موثقة علينا أن نتعامل معها ونستعد من الآن كيف يمكننا أن نستأثر بشريحة منها.
[email protected]
kkabsha@