من صفات الخالق العظيم «الرحمة» وتأكد ذلك بتسميته للكون بمخلوقاته كافة، ومن لا يَرحم لا يُرحم، والعجيب بعد ذلك أن هناك الكثير من أبناء البشر والبشرية يتغافلون عن هذه الصفة العظيمة للتعامل مع جميع أمور الحياة، والتي من أبرزها وفي مقدمتها التعليم والتعلم بكل أمورها ومجالاتها سواء للمتعلم أو المعلم وبكل ميادينها الفنية والإدارية عبر الدروس والمناهج وتفعيلها بكل ما يتعلق بالعملية التعليمية والتربوية، وفي مقدمتها الطالب ومستويات تحصيله العلمي لنصل معه لأفضل النتائج المبتغاة، وكما يقال: «عند الامتحان يُكرم المرء أو يهان!» وتفعيلها للأسف عند بعض الأمم الجاهلة ليكون الامتحان عقابا وعذابا! بخلاف الأمم الراقية المتقدمة، حيث تبرزها الحكومات بمستوى المعلم وجودة تحصيل المتعلم، مثال ذلك اليابان ودول أوروبا غربها وشرقها، حيث تحكمها وتتحكم فيها إداراتها العليا عبر خبرات كبيرة وممتدة على مدار الأعوام والأيام بمناهج توازي عقول أجيالها؟!
ولن نتوسع بالتفاصيل لمن يرغب تزويده بمعلومات حول ذلك نقول: راجعوا نتائجهم ومستويات تحصيلهم لتجدوا الجواب الشافي بلا اللجوء إلى «معلم خصوصي» و«اختبارات تعجيزية»، و«تحصيل طلابي ركيك»! و«مصاريف مالية عشوائية»!
نعم، هذا ما يحدث، وليس بالتعليم العام والخاص فقط، بل وصل للتعليم العالي للأسف عندنا الذي بلغت سلبياته طلب الاختبارات يوم الإجازات والراحة الأسبوعية لبعض الكليات الجامعية عقابا للطالب الملتزم بدراسته دون المقصر، كما أن هناك أمورا مستهجنة سابقا أصبحت عادية كانتشار الدروس الخصوصة وما يشار إليه أحيانا كثيرة من تقصير بعض المعلمين أو إهمالهم ليلجأ الأبناء للدروس والمجموعات وهذا ما يشكل عبئا كبيرا على الأسر وعلى الطالب الذي يستنفد وقته ووقت أهله ومالهم، ومنا إلى المعنيين في «التربية».
والمطلوب بالنهاية أن نبني أجيالا رائدة مبدعة بعقول غير مرهقة أو محبطة لعلنا نستفيد من هذه الحزمة المتكاملة، معلمين ومتعلمين.
وللمعلمين نقول: وفقكم الله للخير، يا قدوة الأمم.
وعساكم من عواده.