ترجل الفارس.. شيخ الأصالة، شيخ الكرم، شيخ الطيب، رجل الشهامة.. الشيخ محمد بن بعيجان آل علي، عن صهوة جواده بعد مسيرة حافلة بالعطاء.
حال كل من عرفه ومن سمع عنه يردد: «إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون»، ولا نقول إلا ما يرضي الله سبحانه (إنا لله وإنا إليه راجعون). مهما سطرت حروف الأحزان ومعانيها فإن «زحوف المدامع غفيرة».
ومهما أبحرت بعمق في قاع مواقف وشخصية الفقيد «أبو وادي» فستجد الإنسانية حاضرة ومطرزة بأروع معاني الأخلاق والنبل، فالمغفور له بإذن الله رسم لوحة مشرقة بريشة السنين ثرية بأفعال الخير التي هي أشهر من أن تذكر في أوراقي، مواقفه الحكيمة خالدة منذ بزوغ فجره فهي حديث مجالس الرجال الكرام، فسيرته باتت عنوانا وسيرة للصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني، والبعيد قبل القريب، حال من عرفه يردد هذه الحروف «ترحم فقيد له مبادي وسيره.. شيخ مواقيفه عظام وثقالي».
رجل تواضع لله فرفعه.. كان يردد قول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه»، فكان يحب الخير للجميع وسخر حياته لهذا المبدأ.
أحبابه يصفون مجالسته بطيب المسك، عطره يطيب الديوان، ويسعد الحضور بعظمة معانيه، وبشاشته خالطت الجموع وعبرت القلوب، ما أجمل خصاله الحميدة التي دائما ما تتوج الصدارة أينما حل، يهم ويفزع لتخفيف آلام من يعرفه ومن لا يعرفه بالعلن والخفاء يريد وجه الله سبحانه.
ملأ حياته بمبادئ دينه «دين الإسلام» وحث على أمن واستقرار وطنه تحت قيادة ملكها وقيادتها، وينادي بوأد الفتنة وتجفيف منابعها.. كان يمثل كل مبادئ الخير والإنسانية.
رحمك الله يا شيخ السناعيس.. لقد سطرت أروع مفاهيم ومعاني السيرة العطرة، والتاريخ المجيد، تاركا خلفك إرثا عظيما، وكوكبة من الأبناء الكرام البررة.
رحمك الله.. وستبقى ذكراك العطرة محفورة في ذاكرتنا إلى الأبد.. إلى جنات الخلد بإذن الله تعالى.
[email protected]