القيادة ليست نزهة بقدر ما هي مسؤولية مجتمعية كبيرة لتحقيق أهداف مرجوة.
الفيلسوف سقراط قال عن القيادة «إذا وليت أمرا أو منصبا فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك». وعالم الكمبيوتر ستيف جوبز قال: «التجديد هو ما يميز القائد عمن يتبعه».
ولكي ننجز ونحقق الآمال المنتظرة لا بد من اختيار القادة بشكل مباشر وسليم من دون أي مجاملات أو أي ضغوطات سياسية أو شعبوية أو عائلية، كانت هناك قيادات تملك كاريزما القيادة ولها بصمة إيجابية، وشخصيات طورت وخدمت البلد، وسيرتهم مازالت خالدة، ومن أمثال هؤلاء وزير التربية الأسبق حسن الإبراهيم في عام 1985 وضع خطة تطوير التعليم في قطاعاته المختلفة ونهض بالتعليم آنذاك، وجعل التعليم التطبيقي محل جذب من الطلبة الكويتيين، وفي عهده وضع نسبا جديدة لدخول الجامعة مما جعلها صرحا تعليميا للمميزين.
كما نستذكر المرحوم عبدالرحمن العتيقي الذي كان أول سفير كويتي في أميركا وسفيرا سابقا للكويت في الأمم المتحدة، تولى وزارة المالية والنفط في 1967 وساهم في تأسيس صندوق الأجيال القادمة وهيئة الاستثمار الكويتية وصندوق التنمية الاقتصادية، وأيضا وزير الصحة الأسبق المرحوم عبدالرحمن العوضي الذي يعتبر من الشخصيات التي ساهمت في بناء نهضة وزارة الصحة في الكويت.
وأود أن أذكر الوزير الأسبق الشاب أنس الصالح الذي لفت انتباه الكثيرين أثناء قيادته لوزارة الداخلية أثناء أزمة كورونا، خاصة عندما مرت علينا أزمات صعبة تتعلق برغبة سفر الوافدين لبلدانهم، وتسبب البعض منهم في أحداث شغب، وحينها استطاع حفظ الأمن، وإحالة المتورطين إلى النيابة العامة، فضلا عن بعض القوانين التي قدمها للمجلس والتي من شأنها أن تحارب تجار الإقامات، وأيضا قانون يعمل على تعديل قوانين المرور لحماية حياة الناس من المستهترين، ولا ننسى قانون اللجنة الوطنية للانتخابات لتصحيح العمل الانتخابي خاصة فيما يتعلق بالتصويت وفق سجل البطاقة المدنية.
ولا بد أن نعطي كل ذي حق حقه، ونشهد بدوره اللامع آنذاك، فمن باب الإنصاف أن نذكر وزراء قادرين على العمل في أصعب الظروف، وهذا ما يؤكد أن الكويت ولادة بشخصيات مميزة قادرة على العمل والإنجاز إذا ما توافرت لهم الإمكانات والدعم خاصة من قبل رئيس الوزراء والأغلبية البرلمانية، لذا نتمنى من رئيس الوزراء تعيين وزراء من الكفاءات الذين سيضعون بصمتهم للتطوير والارتقاء كالأسماء التي ذكرناها سلفا حتى نتمكن من العملية الإصلاحية الشاملة ما دام هناك نية لهذا النهج الذي أوصوا به القيادة العليا.
أختم بكلمة قالها إبراهيم الفقي «إن القيادة هي فن اتخاذ القرار».
[email protected]