الحد الجنوبي وأعني به المناطق الجنوبية الحدودية، وهي مدن الوفرة والخيران وصباح الأحمد السكنية، ومثلث التحرير المقصود به هنا هو تحرير الأراضي الحكومية الثلاثة وغيرها لصالح المواطنين وهو التحرير الذي لا يحصل إلا عندما يشرف أغلب المواطنين المستفيدين على العقد الخامس أو السادس من أعمارهم. تأخير السكن يعتبر مشكلة حقيقية تعاني منها الأسرة الكويتية في جميع النواحي من حيث الجانب الاقتصادي أو الاستقرار النفسي والمعنوي في بلد هو الأقل من حيث عدد السكان والأكبر من حيث الملاءة المالية عالميا، بلد بهذا الوصف لا يمكن أن تكون مشاكله حقيقية، بل جميعها مفتعلة.
٭ نعم تم تحرير الأراضي الجنوبية ووزعت للمواطنين واستبشروا خيرا، ولكنها بكل أسف فرحة ناقصة لأنها تكتنفها المعاناة من كل جانب.
فالمناطق الجنوبية بكل أسف تعاني الإهمال الحاد واللامبالاة.
٭ رغم أنها مناطق نائية تقبع في قلب الصحراء أقصى جنوب البلاد، ورغم قبول الناس بها الا ان هذه الحكومة التي لا تمتلك رؤية لم تقم بالوفاء بتعهداتها للمواطنين الذين سكنوا او الذين يريدون السكن في هذه المناطق.
٭ البنى التحتية لهذه المناطق لم تكتمل حتى الآن رغم مرور زمن طويل على التوزيع، المرافق العامة شبه غائبة في مدينة صباح الأحمد السكنية، وغائبة تماما في مدينتي الوفرة والخيران، المدارس لم تعمل نهائيا في مدينتي الوفرة والخيران مما يستحيل معه إمكانية السكن ومع ذلك قام بنك الائتمان باستقطاع القسط الشهري من المواطنين الذين لا يستطيعون السكن بعد.
كيف يستطيعون السكن ولا توجد مدارس لأبنائهم؟ كيف يستطيعون السكن والمناطق ليس بها مرافق حكومية؟ رب الأسرة وأفراد أسرته يعانون جدا كي يذهبوا لأعمالهم التي تبعد عن منازلهم ما يقارب المائة كيلومتر وبعضها يتجاوز هذا الرقم بكثير.
٭ لا مستشفى يخدم هذه المناطق التي تحتوي على عشرين ألف وحدة سكنية تقريبا.
إنارة الشوارع وخاصة مدينتي الوفرة والخيران لم تستكمل.
الكلاب الضالة تهدد الأهالي بالأخطار الحقيقية ولازالت تسرح وتمرح بلا حسيب او رقيب.
المدارس المتخصصة لذوي الهمة من ذوي الاحتياجات الخاصة غائبه تماما.
لا وجود للجامعات والمعاهد التطبيقية والأندية الرياضية وكل ما يخدم الشباب.
المحاور الخدمية التي تخدم الأهالي وتوفر لهم مولات التسوق والمناطق الحرفية والترفيهية لا وجود لها، هيئه الزراعة لم تنشئ الحدائق ولا الأحزمة الشجرية التي تحمي الأهالي من (السافي)، لا يوجد تشجيع أو تحفيز لرجال الأعمال للاستثمار في المناطق الجنوبية.
٭ المفارقة العجيبة أن هذه الحكومة تراجعت عن الخطوة الوحيدة التي فكرت بها بشكل صحيح، وذلك حين استدعت الخبير العالمي (وولفنج) الذي وضع لها دراسة تختصر مدة تنفيذ المشاريع الإسكانية إلى النصف وللأسف لم تعمل بنصائحه.
الحكومة لا تريد تجهيز المناطق الجنوبية للسكن، بل انها في مدينة الوفرة تحديدا لازالت متمسكة بالبنى التحتية المهدمة التي خلفها الغزو العراقي كمبنى السنترال الذي تم قصفه إبان الاحتلال.
٭ أخيرا: أختم بأم المشاكل وهي مشكلة العزاب والمستأجرين الأجانب «حتى وان كانوا عوائل» الذين وبحسب طبائع بعضهم واحتيال بعضهم أستطيع تصنيفهم في خانة العزاب، فهذه مناطق سكن خاص وليست استثمارية.
تحذير أخير: إن لم يتم الانتباه! سوف تكون مشكلة العزاب قنبلة موقوتة ستنفجر مخلفة لنا «خيطان» جديد و«جليب شيوخ» جديدة.
hammad_alnomsy@
[email protected]