أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية امس، أنه تقرر قصر إتاحة التسجيل للراغبين في أداء مناسك الحج لعام 1442 الهجري على المواطنين والمقيمين داخل المملكة العربية السعودية فقط بإجمالي 60 ألف حاج من جميع الجنسيات. وبينت الوزارة في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية (واس)، أن ذلك يأتي في ظل ما يشهده العالم أجمع من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) وظهور تحورات جديدة له.
وشددت الوزارة على ضرورة أن تكون الحالة الصحية للراغبين في أداء مناسك الحج خالية من الأمراض المزمنة، وأن تكون ضمن الفئات العمرية من 18 إلى 65 عاما للحاصلين على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين (محصن، أو محصن أكمل جرعة واحدة وأمضى 14 يوما، أو محصن متعاف من الإصابة).
من جهته، قال وزير الصحة السعودي د.توفيق الربيعة، في مؤتمر صحافي مشترك، إن التطعيم ولو بجرعة واحدة شرط أساسي للحج هذا العام. وأضاف:«نتابع تطورات اللقاحات، ويمكن اعتماد لقاحات إضافية مستقبلا».
وأكد نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح المشاط، أنه تم تقنين عدد الحجاج
بـ 60 ألفا حرصا على سلامتهم، مضيفا «وجدنا تفهما كبيرا من الدول الإسلامية لقرارنا». وتابع «درسنا كل المؤشرات بدقة لضمان سلامة حج هذا العام»، وكل الجهات الحكومية مستعدة وجاهزة لخدمة الحجاج. كما أوضح أنه سيتم الإعلان عن آليات التسجيل عبر البوابة الإلكترونية لوزارة الحج والعمرة.
وقد كشفت وزارة الحج والعمرة عن إطلاق البوابة الإلكترونية للراغبين في التسجيل لأداء مناسك حج هذا العام من المواطنين والمقيمين في المملكة، وذلك ابتداء من الساعة 1 مساء اليوم حتى الساعة 10 مساء يوم الأربعاء. وأكدت الوزارة أن التسجيل متاح خلال كامل الفترة، ولا توجد أولوية للتسجيل المبكر، وسيبدأ الحجز وشراء الباقات الساعة الواحدة ظهرا من يوم الجمعة القادم 18 الجاري الموافق 15 ذو القعدة.
وتعاقبت ردود الفعل من الدول والمنظمات الاسلامية المؤيدة، فقد ثمن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف الحجرف قرار المملكة، منوها بالرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين لخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، وبالجهود المخلصة التي تبذلها المملكة في هذا السبيل.
وقال الحجرف في بيان إن القرار ينطلق من العناية القصوى التي توليها المملكة العربية السعودية لصحة ضيوف الرحمن وسلامتهم وبذل العناية اللازمة لهم بما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية ومع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية كافة للحد من انتشار الوباء بين الحجاج.
وأعربت دولة الإمارات عن ترحيبها بالقرار، حيث أكد وزير الدولة خليفة شاهين المرر في بيان أن الإمارات ترحب وتؤيد الخطوات والإجراءات كافة التي تتخذها المملكة في إطار جهودها الدؤوبة لمكافحة جائحة «كوفيد ـ 19» والحد من انتشارها وحفظ وسلامة أمن الحجاج والمجتمع.
بدوره، أشاد د.شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالقرار وقال في بيان له امس ان قرار سلطات المملكة العربية السعودية قرار حكيم يراعي عدم تعطيل فريضة الحج والحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، باعتبار أن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.
من جهتها، أيدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية ما أعلنت عنه وزارة الحج والعمرة، وقالت: إن النصوص الشرعية والمقاصد والقواعد الكلية تدل على وجوب المحافظة على الأنفس وأن ذلك من المقاصد الشرعية الإسلامية. وأوضحت أنه لأجل ذلك جاءت النصوص الصحيحة الصريحة التي تدل على وجوب الاحتراز من الأوبئة، وأن تبذل كل الأسباب التي تؤدي إلى التقليل من تفشيها. وأشارت إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت ببذل الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتقال الأوبئة والأمراض من بلد إلى آخر أو التقليل من ذلك.
بدوره، رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د.يوسف بن أحمد العثيمين بالتدابير التي أعلنت عنها وزارة الحج، مثمنا قرار الحكومة، الذي يأتي امتدادا لنجاح المملكة في تنظيم حج الموسم الماضي.