ياسر العيلة
مرت الأغنية الكويتية بمراحل عدة مهمة ساهمت في انطلاقتها وتميزها وتجاوزها حدود الكويت الى الوطن العربي، وكان لابد من توثيق هذه الأغاني وتوصيلها للجيل الحالي من الشباب من خلال شاشة تلفزيون الكويت، وهذا ما يقوم به برنامج «دخينة» الذي يعده ويقدمه د.يوسف السريع، والذي هاتفته «الأنباء» للتعرف منه على تفاصيل الجزء الثاني من البرنامج الذي سبق تقديم الجزء الأول منه قبل عامين وتحديدا مع بداية جائحة كورونا، حيث أوضح د.السريع أن الشاعر والموسيقار الراحل عبدالله الفرج هو الذي أطلق «الدخينة» على ديوانه، وهي عبارة عن غرفة فيها «وجار» مكان للشاي وأيضا البخور، وكانت مغلقة لا توجد بها شبابيك.
وتابع: كان الفرج يجتمع مع أصدقائه بهذه الديوانية، ويسمر معهم، ويغني الألحان من أصوات وسامري وفنون، وأيضا كان يقوم بالإلقاء الشعر، ومن خلال هذا البرنامج نحاول التعرف على حقبة مهمة من تاريخ الغناء الكويتي منذ أواخر القرن التاسع عشر والحديث عن تلاميذ عبدالله الفرج، خالد البكر ويوسف البكر، وفيما بعد الذين نقلوا وسجلوا الأغنية الكويتية، أمثال عبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي وعبدالله فضالة ومحمد بن سمحان، الفنانين الأوائل الذين وثقوا الاغنية من خلال الاسطوانات التي سجلوها، وأيضا كيف انتقلت هذه الأغنية إلى الخليج العربي، وهناك أسماء كثيرة في البحرين لفنانين قدامى وثقوا الأغنية الخليجية بشكل عام، خصوصا في ألحان الصوت ومن أشهرهم الفنان محمد بن فارس محمد الزويد وضاحي بن وليد وغيرهم.
وأضاف: في كل حلقة نتناول شخصية من الشخصيات التي وثقت الأغنية مثل صالح عبدالرزاق وملا سعود المخايطة، كلهم سجلوا في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي من خلال ما تم تسجيله في الاسطوانات في الفترة القديمة، وكيفية عمل دباجة وتطويرها حاليا، وقام بالبحث في هذه التسجيلات القديمة د.أحمد الصالحي وأيضا المايسترو بسام البلوشي وأعيد تقديمها بطريقة حديثة من خلال تخت موسيقي، ونحاول قدر الإمكان ان نتعرف على مقامات هذه الألحان وما يميزها مع تحليل موسيقي لكل أغنية من هذه الأغاني التراثية.
وعن أماكن تصوير حلقات البرنامج، قال السريع: يتم تصوير البرنامج في العديد من الأماكن بالكويت تحمل الطراز التراثي لإضفاء صبغة لهذا البرنامج الذي نتناول فيه التعريف بهذه الشخصيات وتاريخ الاسطوانات وتاريخ الفنانين والملحنين الذين قاموا ودونوا تلك الاسطوانات، وأيضا نتحدث عن أهمية الإذاعة في توثيق مرحلة مهمة في بداية إنشائها وتطوير هذه الأعمال مع الفنانين مثل سعود الراشد ويوسف دوخي وأحمد باقر والفنانين الذين بدأوا مع تأسيس فرقة الإذاعة وخلق مقاربة ما بين القديم والحديث، ومن خلالكم أشكر رئيس وأعضاء جمعية الفنانين الكويتيين في خيطان الذين سمحوا لنا بالتصوير في معرضهم التراثي حيث سجلنا عددا من الحلقات هناك وأيضا سجلنا في المتاحف التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حتى نعطي شكلا وصبغة للبرنامج.
الجدير بالذكر أن برنامج «دخينة» من إعداد وتقديم د.يوسف السريع، ويقوم د.أحمد الصالحي بتسجيل هذه الأغاني من أصوات وفنون وسامريات، وتوزيع المايسترو د.بسام البلوشي، وإخراج خالد العسماوي، وسيعرض الجزء الثاني من البرنامج يوم السبت من كل أسبوع الساعة 10:15م على القناة الأولى.