- يوجد في الكويت أكثر من 700 علامة تجارية ألمانية بشكل مباشر أو غير مباشر في إطار خطتنا التنموية ورؤية الكويت 2035
- ألمانيا تزود الكويت بعربات عسكرية تؤمن الحماية من الأسلحة النووية والقوات البحرية الكويتية تعتمد على سفن ألمانية
قال سفيرنا لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية نجيب البدر ان العلاقات الثنائية «المميزة» تعكس الترابط والثقة المتبادلة بين البلدين معربا عن تطلعه الى المساهمة في الارتقاء لمستويات أفضل بكل المجالات في المستقبل.
وقال البدر في مقابلة حصرية مع مجلة (السوق) الصادرة عن غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية في عددها الاخير ان هذه العلاقات بدأت بإظهار الكويت في مطلع السبعينيات اهتماما بالاستثمار في السوق الألمانية.
وأضاف ان الاستثمارات الكويتية عام 1974 في شركة (دايلمر بنز) شكلت حدثا مميزا حيث تمتلك الكويت في الوقت الراهن 6.8% من أسهم الشركة الأمر الذي أهلها أن تكون ثاني أكبر مستثمر وشريك فيها.
وأكد السفير ان الكويت تعد أول دولة عربية قامت بالاستثمار في ألمانيا لافتا الى ما واجهته شركة (دايملر) في ذلك الوقت من صعوبات مالية وكانت هناك إمكانية للاستثمار فيها بنسبة 15%.
وأوضح أن هذه الاستثمارات تعد إشارة واضحة عن الثقة والترابط مع الشريك الألماني ونتيجة لهذه الاستراتيجية أصبحنا أحد أكبر المستثمرين في ألمانيا حيث يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية في ألمانيا 35 مليار يورو.
ولفت الى انه يتم تشغيل الاستثمارات بشفافية عالية حيث انها تخضع لموافقة الحكومة ومجلس الأمة موضحا أنه تم في عام 1953 تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن أي قبل ثمانية أعوام من استقلال الكويت في عام 1961.
وفيما يتصل باستثمارات الهيئة في ألمانيا شدد البدر على انه يمكن الحديث عن شراكة اقتصادية ناجحة بين الكويت وألمانيا في مجموعة من الاستثمارات على المستوى البعيد مع الشركات الألمانية المتخصصة في مجالات الصحة والتعليم والدفاع وغيرها.
وحول مستقبل قطاع صناعة السيارات في ظل الجدل المطروح حول محركات حرق الوقود مستقبلا أوضح السفير أنه لا يوجد أدنى شك بأنه توجد منافسة متزايدة بين قطاع السيارات الكهربائية وقطاع السيارات التقليدية وانه يزداد الميل للسيارات الكهربائية لأنها صديقة للبيئة غير أنه بين أن إنتاجها يشهد تقدما بطيئا بسبب غياب المقومات الكافية والبنية التحتية اللازمة.
وعن مميزات طبيعة العلاقات الاقتصادية بين الكويت وألمانيا أوضح السفير البدر أن ألمانيا تصدر للكويت سلعا ومواد مثل السيارات والآليات والمنتجات الطبية وكذلك المنتجات الالكترونية والكيميائية بقيمة 1.6 مليار يورو سنويا في حين تستورد منها سلعا وبشكل رئيسي المنتجات البتروكيميائية بقيمة تبلغ نحو 40 مليون يورو سنويا.
وأشار السفير البدر الى انه يوجد في الكويت أكثر من 700 علامة تجارية ألمانية بشكل مباشر كشركات صاحبة امتياز أو بشكل غير مباشر من خلال وجود تمثيل لها وذلك في إطار خطتنا التنموية ورؤية الكويت 2035.
وحول التعاون الدفاعي بين البلدين أبدى السفير البدر إعجابه بالتقنية العسكرية الألمانية مشيرا الى تزويد ألمانيا للكويت بالعربات العسكرية التي تؤمن الحماية من الأسلحة والمواد النووية والبيولوجية والكيميائية وأن القوات البحرية الكويتية تعتمد على سفن عسكرية ألمانية مزودة بتكنولوجيا متقدمة.
وأكد أن الطاقة ستلعب دورا مهما وأن هناك منظورا مستقبليا بتوسيع التعاون بين الكويت وألمانيا في مجال الطاقة المتجددة وخاصة في تطوير التكنولوجيا في مجال استخدام طاقة الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية.
وأضاف أن احدى ابرز أولويات السفارة تعزيز التعاون التعليمي بين الكويت وألمانيا سواء التعليم الجامعي أو المهني أو في الدراسات العليا.
وأشار إلى أن (جامعة ميونيخ التقنية) بصدد افتتاح فرع لها في الكويت قريبا وان الأعمال والتجهيزات قائمة على قدم وساق مبينا أن الجامعة ستعمل على انجاز أساس في الجودة القيادية في التعليم التقني في منطقة الخليج وستمنح شهادات البكالوريوس والماجستير وبرامج للدكتوراه في تخصصات علوم الهندسة وفروعها لما يقرب من 6600 طالب وطالبة.
ووفق السفير فإنه من المتوقع أن تبدأ الجامعة تنفيذ برامجها التعليمية والتدريسية في غضون عامين.
وأكد أن الكويت لديها نموذج برلماني فريد من نوعه في الشرق الأوسط ويعتبر أيقونة العمل والنظام البرلماني لما يتمتع به مجلس الأمة من صلاحيات تشريعية يقوم بموجبها بممارسة الرقابة على أعمال الحكومة الكويتية وفقا لمبدأ التعاون.
وبشأن طلب الكويت من الاتحاد الأوروبي إعفاء مواطنيها من تأشيرة (شنغن) أكد السفير البدر أن الكويت أوفت بالمعايير التي تمكن الاتحاد الأوروبي من رفع تأشيرة (شنغن) وخاصة ان تحقيق مثل هذا الأمر سيسهم في انتعاش الاقتصاد الأوروبي.
وعبر السفير عن إعجابه بالسياسة القيادية لألمانيا في أوروبا والطريقة التي تعاملت بها الحكومة الألمانية مع المواضيع العربية وبشكل خاص تعامل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع مسألة اللاجئين السوريين.
وأشاد بمبادرة ألمانيا استضافة مؤتمرين في برلين معنيين بالشأن الليبي وبما لعبته ألمانيا من دور جوهري في العملية السياسية والحل السياسي.