دمشق ـ هدى العبود
أثنى الفنان السوري الكبير دريد لحام على علاقة الفنانين المصريين فيما بينهم بينما عتب على علاقة الفنانين السوريين خاصة اثناء الغياب، جاء ذلك من خلال دردشته مع وسائل الاعلام في سورية، حيث قال «عندما يجتمع الفنانون المصريون مع بعضهم البعض يظهرون كل الحب والمودة والاحترام ويدافعون عن بعضهم البعض حتى في الغياب، وهذه من الاشياء الجميلة في العلاقات الانسانية قبل ان تكون في الاوساط الفنية، ولكن هذا الامر لا اراه موجودا لدينا، وهو امر يحزنني كثيرا».
وبخصوص انزعاجه من بعض الفنانين الذين أعلنوا معارضتهم لما جرى بسورية، قال: ما يزعجني أكثر ان بعضهم ذكرني شخصيا بطريقة غير لائقة بسبب موقفي السياسي، وأنا اعلن ان موقفي كان موقفا وطنيا وليس موقفا سياسيا، أنا مع أمي سورية قلتها مرارا وتكرارا وسأبقى أقولها وأعيشها ما حييت، كما أنني لا اعلق على تصريحاتهم ولا تعنيني، وأوجه تحية للكاتبة غادة السمان التي قالت «لا تحاول ان تأخذ معك شجرتك إلى الغربة لتحظى بظلها، لأن الأشجار لا تهاجر»، وأنا أقول من هاجر تاركا جذوره فالجذور تجف لأنه لا أحد يعيش دونما جذور.
وردا على سؤال يتعلق بأي اتصال مع الفنانين الذين تركوا سورية، أجاب: لا أبدا انقطعت العلاقة ولا يهمني موقفهم من رأيي الوطني، ببساطة لأنهم كانوا قليلي الوفاء لبلدهم ووطنهم الذي علمهم واعطاهم النجاح والشهرة وأصبح يشار إليهم بالبنان، هذا النجاح قدمته سورية لهم، أتمنى ان يعيدوا حساباتهم والمادة بالنهاية ليست كل شيء، وهناك مثل يقول «من نام على سرير من الذهب لا يبعد عنه الأحلام المخيفة»، أنا دريد لحام وطني يسكنني بداخلي لذلك لن أغادره وسأبقى بحضن أمي سورية.
هل ينصح لحام الفنانين بأن يكون لهم أكثر من مصدر دخل ليعيشوا حياة كريمة؟
٭ أولا، نجوم الصف الأول مرتاحين ماديا، وأنا والحمد لله مرتاح وليست ثريا، وعندما كنت في البدايات هل تصدقون ان المبلغ الذي تقاضيته عن فيلم «عقد اللولو» 2500 ليرة سورية، وعندما عرض علي السيد سمير عنيني صاحب مركز سورية للفيديو فيلم «سمك بلا حسك» قدم لي أتعابي مبلغ 150 ألف ليرة سورية رفضت وقلت له «هذا كتير»، بمعنى هدفي لم يكن ماديا، واليوم يضطر أي فنان لأن يعمل عملا هابطا ليعيش، وأوجه نداء لكل صاحب عمل سواء كان فنيا أو تجاريا ان الوطن شركة إنسانية وليس شركة مساهمة، وجميعنا لدينا شيء نقدمه للآخر كي يعيش بكرامة وعلينا ألا نتخلى عن شركاءنا بالوطن.
هل تتابع الوجوه الجديدة الفنية ولمن تعطي «الجرين كارت» منهم؟
٭ أنا لا أتابع الوجوه الجديدة وأنا أحب المرأة، لذلك أتابع وجوه الفنانات الشابات وأتوقع لهم مستقبلا جيدا مثل هيا مرعشلي ليا مباردي وزينة بارافي.
هل وجهت لك الإقامة الذهبية في دولة الامارت العربية المتحدة؟
٭ لا أبدا، ولا حاجة لي بها، أنا مقيم بوطني سورية، وليس لدي اي نية سفر للخارج، ومن وجهت لهم الدعوة أقول لهم الله ييسر لهم وإن شاء الله ينبسطوا.
بما ان لحام من مؤسسي المسرح في سورية.. أين المسرح السوري اليوم، هل احتضر المسرح السوري برأيك أم انك اعتزلته؟
٭ بداية المسرح بحاجة لقوة وشباب وبذل جهد كبير، وكما تشاهدون العمر لم يعد يساعدني ان أقدم أعمالا مسرحية، فمثلا مسرحية «ضيعة تشرين» عرضت ستة أشهر متواصلة وكذلك «غربة» و«كاسك يا وطن»، كما عرضت تلك المسرحيات خارج سورية، وسأذكر لكم مشهدا من خلال مسرحية «كاسك يا وطن» كان بيني وبين والدي مشهد، هذا المشهد أخذ مني جهدا نفسيا وعضليا كبيرا، وبما ان المسرح مرتبط أحيانا بتواجد أشخاص نذرت نفسها لتلك الخشبة مثل الأخوين رحباني كان المسرح أثناءها بقمته في لبنان، عندما غابوا غاب المسرح معهم، المسرح مرتبط بمن يعشقه، وهذا ينطبق على الشيخ أبو خليل القباني بدمشق وما لقيه من حرق لمسرحه بدمشق والقاهرة من قبل المتشددين الذين اعتبروا ان المسرح حرام بقي أبو خليل القباني وذهبوا هم وأفكارهم، علما ان المنتسبين للمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق يكون آخر عمل لهم للتخرج من خلال عمل مسرحي تقيم أدائهم وتمنحهم شهادة التخرج، بعدها نادرا ما نجدهم على خشبة المسرح يتجهون للعمل من خلال الدراما والسينما من اجل ان يعيشوا بكرامة، والسبب كما قلت ان فترة العرض تكون أسبوعا، واغلب الحضور دعوة مجانية والباقي مسؤولين. هنا تخسر المسرحية، باختصار المسرح ما بيطعمي خبز!