البوسنة والهرسك إقليم يتربع في أواسط أوروبا، لها صيتها منذ عهد المارشال جوزيف بروز تيتو، في الستينيات من القرن الماضي وما قبلها، ومن أهم مقاطعاتها (إقليم البلقان الجغرافي الجميل)، وتواصل المارشل تيتو سياسيا وعسكريا بالزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر وزعيم الهند جواهر لال نهرو، في تشكيل كتلة عدم الانحياز التي لا تنتمي للمعسكر الشرقي سياسيا وعسكريا ولا للمعسكر الغربي طاعة وقناعة، بل كان لها اتجاهها وانضم لها عدد من دول أفريقيا وآسيا وأوروبا وغيرها انتماء وعضوية، وقد أجبرت تلك الكتلة العالم الواسع على احترامها ومهابتها بكل تواصلها معهم، حتى التآمر على تفتيتها وتفكيك حزمتها بعد نصف قرن من ولادتها!
وقد برزت بعد تفكيك تلك الكتلة دويلات هامشية مزقتها العرقية أبرزها «البوسنة والهرسك التي يمثل المسلمون 70% من نسيجها، والبقية مسيحية صربية كرواتية لكل منهما حزمته الدينية تحددت بعد الحرب الطاحنة العرقية للكتل الثلاث 4 سنوات دولها الثلاث المتداخلة بنسب حددتها الاتفاقيات الدولية واستقرارها».
عنواننا يعني الدولة الأقرب للإسلام مضاف لها صربيا وكرواتيا للتوازن فيما بينها، والكتلة المسلمة الأقرب جوارا للدولة التركية وللعرب والإسلام بحكم المصالح المشتركة والمنافع ذات الأمد الطويل بثرواتها الطبيعية سياحة ومنافع صحية، في ظل الطبيعة الخلابة والجذابة لأهالي الخليج العربي والدول العربية الأخرى للتمتع بنسمات صيفها بعد تدمير مواقع السياحة العربية كافة!
وللأسف فإن لبنان الحزين يعد القطر العربي الأقرب تشابها مع البوسنة وكذلك تركيا العظمى، ويتميز بكونه من عالمنا العربي واستيعاب للمجموعات الخليجية والعربية بطيبة أهله.
وقد تزايد توافد السياح على البوسنة من مختلف الدول، بعد نهضتها السياحية باستثمارات خليجية لمؤسسات وأفراد لتعزيز خدماتها الأساسية لجذب السياحة الموسمية صيفا وشتاء، خاصة لمحبي ممارسة التزحلق الجليدي ومسابقاته الدولية، بموازاة الطفرة في خدمات الفنادق والمجمعات التجارية والسكنية والطرق الخدمات الترفيهية والجامعات والمدن العلاجية والمراكز الصحية النموذجية وغيرها!
لكنها تأخرت في إنجاز مطار دولي حديث يستوعب هبوط وإقلاع الطائرات العملاقة اليومية لأكثر من 70 رحلة يوميا، فظل مطارا متواضعا يتوقف في النصف الأخير ليلا في الصيف مع نفاد طاقته من خدمات وعمالة يتطلبها الطيران العصري بالذات خلال مواسم السياحة وركابها!
الخطوط الجوية الكويتية مشكورة عادت إلى التحليق إلى البوسنة هذا الموسم 2021م، وتحديدا من تاريخ 30 يونيو، لتكون علامة انتصار بعد توقفها منذ سنوات الحرب الأهلية عام 1992 م، في ظل تعزز الطلب من ركابها، لكنها تسير إلى هذه الوجهة 65 رحلة فقط تتوقف إلى مطار سراييفو في 28 أغسطس 2021م، بزريعة عدم التأكد من إقبال السائحين على هذه الوجهة، لكن هذه المعلومات غير دقيقة بدليل استمرار الخطوط الخليجية الأخرى والتركية والأوروبية في رحلاتها بلا توقف طوال العام السياحي صيفا وشتاء بتقارير رسمية، عدا «الطائر الأزرق» مكسور الخاطر بينها سياحيا.
أما أحوال عيال العم والخال والأقارب شيابا وشبابا رجالنا والنساء، فقد قاموا بإشغال كل فنادق البوسنة ومجمعاتها وشققها السياحية عن بكرة أبيها! كما توافدوا إلى مكاتبها العقارية بيعا وشراء، رغم عدم التسجيل الرسمي المباشر سوى بواسطة شركة أو كفيل بوسني موثوق، فالأسواق البوسنية عامرة بالخليجيين والعرب هذا الموسم بعد كوروني! ومكاتب تأجير السيارات شهريا ويوميا توقفت عن التعاقدات الجديدة لعدم توافر سيارات تغطي الطلبات عليها بسبب الازدحام هذه الأيام!
ورغم ذلك يتساءل بعض الطيبين من أهل المواقع والفنادق والخدمات بالمطاعم والمنتزهات والمولات والمقاهي والتاكسي بلغتهم «ليش الخليجيين والعرب علينا هاجمين؟!».
الجواب: ليبادلوكم المحبة والود والإخاء.