انتهت حادثة اختطاف الناقلة «أسفلت برينسيس»، أمس لكن يبدو ان «حرب الناقلات» لن تنتهي في ظل التوتر المتصاعد بين ايران والغرب.
وبعد تضارب في المعلومات حول حوادث «خروج عن السيطرة» ابلغت عنها عدة سفن أمس الأول، قدمت سلطنة عمان أمس أول تأكيد رسمي بأن الناقلة تعرضت لحادث خطف في بحر العرب.
وقال مركز الأمن البحري العماني على تويتر أنه تلقى معلومات عن أن الناقلة أسفلت برينسيس التي ترفع علم بنما تعرضت لواقعة خطف في المياه الدولية في خليج عمان وإن السلطنة تسير دوريات بحرية وطلعات جوية لمتابعة حادثة الناقلة في خليج عمان، مؤكدة أنها سيرت سفنا للمساهمة في تأمين المياه الدولية في المنطقة.
وأكد المركز، التزامه بالمساهمة في تأمين الملاحة البحرية مع مراكز الأمن في المنطقة.
بدورها قالت هيئة التجارة البحرية البريطانية أمس إن من صعدوا على متن الناقلة للاستيلاء عليها قبالة ساحل الإمارات «غادروها وإن السفينة في أمان».
ونقلت رويترز عن قول ثلاثة من أفراد قوات الأمن البحري لرويترز الثلاثاء إن قوات مدعومة من إيران احتجزت الناقلة، وهو ما نفته طهران. وأفادت بيانات ريفينيتيف لرصد حركة السفن بأن الناقلة أكملت «طريقها وتستخدم محركها» في وقت مبكر من صباح أمس.
وقالت هيئة التجارة البحرية البريطانية إن واقعة الخطف المحتملة قد انتهت لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى في إشعار تحذيري استند إلى مصدر من طرف ثالث. ولم تورد اسم الناقلة.
وفي التبعات السياسية لحادثة الخطف وماسبقها من هجوم بطائرة مسيرة على الناقلة «ميرسر ستريت» الاسبوع الماضي، طالب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بالرد على تصرفات إيران التي وصفها بـ«المزعزعة للاستقرار في المنطقة».
وقال راب، في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر» امس «يجب على المجلس الرد على تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار، وعدم احترامها القانون الدولي»، مشيرا إلى خطاب أرسل إلى مجلس الأمن، وحمل توقيع بريطانيا ودول أخرى.
من جهته، قال رئيس اركان قيادة الجيوش البريطانية الجنرال سير نيكولاس كارتر امس، ان «ايران ارتكبت خطأ كبيرا باستهداف ناقلة ميرسير ستريت»، داعيا الى ضرورة محاسبتها على «سلوكها المتهور».
وحذر الجنرال كارتر في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان «العمل الذي قامت به ايران وأدى الى مقتل اثنين من طاقم السفينة احدهما رجل امن بريطاني قد تسبب فعليا في جعل قواعد اللعب في الخليج عالمية».
وشدد على ضرورة اعادة سياسة الردع «لان سلوك طهران كالاعتداء على السفن التجارية يمكن ان يؤدي الى تطورات وسوء حسابات قد تكون كارثية على جميع الاطراف في منطقة الخليج والمجتمع الدولي» مضيفا «علينا ان نحاسب ايران على سلوكها المتهور في المنطقة».
في المقابل، ندد أبو الفضل شكارجي المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية بالتقارير التي تحدثت عن حوادث بحرية وعمليات اختطاف في منطقة الخليج ووصفها بأنها «نوع من الحرب النفسية وتمهيد الساحة لنوبات جديدة من المغامرات».
من جهته، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عن المسؤول عن استهداف السفينة الإسرائيلية في بحر عمان والذي يدعى سعيد أقاجاني.
وقال غانتس، خلال لقاء امس عقده مع سفراء دول أعضاء مجلس الأمن بحضور وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، «لأول مرة، سأكشف لكم الشخص المسؤول المباشر عن إطلاق الطائرات المسيرة الانتحارية، اسمه سعيد أقاجاني، وهو قائد الطائرات المسيرة في الحرس الثوري الإيراني».
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أنه قد تكون هناك حاجة لعمل عسكري لوقف المزيد من الهجمات التي تقوم بها إيران.
وقال غانتس «حان وقت الأفعال، الأقوال لا تكفي»، وأضاف «إنه وقت للأفعال الديبلوماسية والاقتصادية، وحتى العسكرية، وإلا ستستمر الهجمات».