دعت حركة النهضة التونسية إلى إطلاق حوار وطني للمضي في إصلاحات سياسية واقتصادية تحتاجها تونس، مؤكدة حرصها على نهج الحوار مع جميع الأطراف الوطنية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية قيس سعيد من أجل تجاوز الأزمة وتحقيق السلم الاجتماعي وإنجاز الإصلاحات الضرورية.
وشددت الحركة في بيان صحافي امس، عقب اجتماع مجلس شورى الحركة امس الاول، على ضرورة العودة السريعة الى «الوضع الدستوري الطبيعي ورفع التعليق الذي شمل اختصاصات البرلمان حتى يستعيد أدواره ويحسن أداءه ويرتب أولوياته بما تقتضيه المرحلة الجديدة مبدية استعدادها للتفاعل الإيجابي للمساعدة على تجاوز العراقيل وتأمين أفضل وضع لاستئناف المسار الديموقراطي».
ولفتت إلى أهمية قيامها «بنقد ذاتي معمق لسياساتها خلال المرحلة الماضية والقيام بالمراجعات الضرورية والتجديد في برامجها وإطاراتها في أفق مؤتمرها 11 المقرر نهاية العام الحالي لإعادة النظر في خياراتها وتموقعها بما يتناسب مع الرسائل التي عبر عنها الشارع التونسي وتتطلبها التطورات في البلاد». وأوضحت الحركة أنها «تتفهم الغضب الشعبي المتنامي خاصة في أوساط الشباب بسبب الإخفاق الاقتصادي والاجتماعي بعد 10 سنوات من الثورة وتحميل الطبقة السياسية برمتها كل من موقعه وبحسب حجم مشاركته في المشهد السياسي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع ودعوتهم إلى الاعتراف والعمل على تصحيح الأداء والاعتذار عن الأخطاء».
وحذرت من «الانشغال عن الفراغ الحكومي المستمر منذ أيام وعدم تكليف رئيس الجمهورية الشخصية المدعوة» لتشكيل حكومة قادرة على معالجة أولويات الشعب.
إلى ذلك، ظهر رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي للمرة الأولى علنا امس، منذ إقالته من منصبه يوم 25 يوليو الماضي ضمن التدابير الاستثنائية التي أعلنها الرئيس قيس سعيد.
وأظهر فيديو نشرته هيئة مكافحة الفساد على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، رئيس الحكومة لدى تصريحه بالمكاسب، وهو إجراء قانوني يشمل المغادرين للمناصب العليا في الدولة، بحسب قانون صدر في 2018 ويتعلق بالتصريح بالمكاسب والمصالح ومكافحة الإثراء غير المشروع وتضارب المصالح.
من جهته، اعتبر الأمين العام للاتحاد العام للشغل نور الدين الطبوبي امس، أن البلاد تمر بفترة «حرجة جدا» لكنه أكد قدرة الاتحاد على السير بها «إلى شاطئ الأمان»، مطالبا بضرورة إجراء انتخابات مبكرة وسرعة تعيين رئيس للحكومة.
وأضاف في كلمة نشرها الاتحاد على فيسبوك «لا نعطي صكا على بياض»، مشيرا إلى وجود مخاوف من «انزلاق البلد تقريبا إلى المحاور».
وتابع: «طلبنا من الرئيس تقديم توضيحات بخصوص رؤيته للمرحلة القادمة وخارطة الطريق للخروج من الوضع الراهن».
كما أكد أن موقف اتحاد الشغل من قرار رئيس الجمهورية اتخاذ تدابير استثنائية كي تتجنب البلاد «عديد المنزلقات لا يعني أنه سيقبل بأي تسلط أو ظلم في حق أي كان».