- الشطي: «الصحة العالمية» أشادت بإجراءات الكويت
- العصيمي: مطلب شرعي نرجو أن تتم الاستجابة إليه
- الكوس: أمر طيب سيعود على المصلين بالفائدة
- الشمري: على المعنيين في «الصحة» الاستعجال في الأمر
ليلى الشافعي
طوال عام ونصف العام، وفي ظل اجتياح جائحة كورونا العالم، وفرض اجراءات احترازية مثل الكمام والتباعد وغيرها.. افتقدت بيوت الرحمن رص الصفوف والتلاصق في الصلاة تأسيا بالسنة النبوية الشريفة وذلك احترازا من انتقال العدوى وحفاظا على سلامة وصحة المصلين.
وبعد جهود مضنية في محاولات السيطرة على الجائحة، خفت الإصابات وأعطيت التطعيمات وبدأ العالم في طريقه لدحر هذه الجائحة.
وقد بدأت السلطات المختصة في تخفيف الإجراءات وإعادة الدوام الكامل لموظف الحكومة وفتح أجواء السفر والمغادرة وإعادة العمل بالأنشطة التجارية لفترات طويلة، ولذا كان طبيعيا أن تطلب «الأوقاف» من «الصحة» النظر في تخفيف إجراءات التباعد في المساجد والسماح برص الصفوف والتلاصق خلال الصلاة وإقامة الأنشطة الثقافية والدروس مع الالتزام بالاجراءات.
الأئمة والدعاة تحدثوا لـ «الأنباء» حول طلب «الأوقاف». وفيما يلي التفاصيل:
بداية، قال د. بسام الشطي إن القائمين على وزارة الاوقاف وأصحاب القرار فيها اثبتوا انهم على قدر كبير من المسؤولية من خلال قراراتهم الناجعة وقد صبروا كثيرا على من شكك وزايد عليهم وأثار الرأي العام عليهم، والآن وبعد ان نجحوا من خلال التقارير المعلنة من مجلس التعاون ومنظمة الصحة العالمية أن اجراءاتهم سليمة ووضعوا خارطة طريق لدول أخرى اخذوا بتجربة الكويت الناجحة حيث لم يثبت أن المصلين تأثروا بالاصابات ولله الحمد.
وأضاف: ثبت حرصهم على صحة الانسان وسلامته والأخذ بالأسباب بالدليل القاطع والبرهان الساطع والاخذ بالرخص وفتاوى العلماء والتوعية وتعاون المصلين معهم وكذلك الائمة والمؤذنون والخطباء وتجاوزوا هذه الجائحة واليوم تعود المساجد كما كانت في نعمة الأمن والامان والايمان وهذه جهود مضنية مباركة تستحق الاشادة والثناء العطر، وهذا لا يعني انتهاء الجائحة لكن تخفيف الاجراءات الاحترازية والاخذ بالرخص والتعاون الخلاب والمصلحة العامة مقدمة في الحفاظ على الضرورات الخمس، وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، فحفظ النفس من جملة الضروريات التي أمر الشارع جل وعلا بحفظها وعدم تعرضها للهلاك، والجائحة جديدة ومما عمت بها البلوى ومن المستجدات، ودليل على ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان، فنشكر الوزارة وجميع من تعاون، واسأل الله ان يرفع الجائحة عن الامة ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين ويرحم الموتى ويشفي المرضى.
المساجد أولى
من جهته، قال د. محمد ضاوي العصيمي: بلغنا بفضل الله طلب الإخوة في وزارة الاوقاف من وزارة الصحة تخفيف الاشتراطات الصحية في المساجد بإلغاء التباعد ورص الصفوف واعادة الدروس والانشطة العلمية في المساجد، وهذه من الأمور المفرحة خاصة ان القاعدة الفقهية تقول إن الأمر اذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق، والحمد لله أن من اشتراطات وزارة الصحة في كثير من الاماكن كالمجمعات التجارية والملاعب والحضانات ونحوها كلها تدل على أن المستوى الوبائي فى انخفاض ما يدعو الجميع أن يكون للمساجد النصيب الأكبر، لأن بيوت الله عز وجل هي حياة القلوب وفي المساجد صلاح الأفئدة التي تكون بالتقارب وليس بالتباعد، وعندما حصل التباعد حصل بناء على بيانات صحية من أجل تخفيف الوباء، وبحمد الله الامر لا يستدعي استمرار الوضع كما كان.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحث على التراص في نصوص كثيرة بل كان لا يبدأ الصلاة حتى يبعث بين الصفوف من يتفقد المصلين ليعرف انهم في تراص، واهل المساجد هم أولى الناس واكثرهم التزاما.
وطالب د.العصيمي وزارة الصحة بسرعة الاستجابة لان هذا طلب شرعي قبل كل شيء.
من جانبه، قال الخطيب بوزارة الأوقاف أحمد عبدالرحمن الكوس: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين: في البداية، ما فعلته وزارة الأوقاف بالتنسيق مع وزارة الصحة هو لضمان الاحترازات الصحية منذ بداية جائحة كورونا وحتى هذا الوقت من التباعد في الصلاة، ولبس الكمامة، واتخاذ كل مصل سجادة خاصة به وغيرها من الاجراءات، هي أمور ضرورية وهي من باب الأخذ بالأسباب، وكذلك حث الناس على التطعيم الذي هو من باب الأخذ بالأسباب.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع معه شفاء إلا الهرم» رواه ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.
وتابع: فما فعلته وزارتا الاوقاف والصحة هو لضمان عدم انتشار مرض كورونا بين المصلين في المساجد، وهذا موافق لمقاصد الشريعة الاسلامية، كما بينت ذلك العديد من هيئات الافتاء والعلماء.
وحاليا بعد تطعيم الكثير من المواطنين، تطالب وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالتخفيف من هذه الاجراءات كالتراص في الصفوف وإقامة الأنشطة والدروس، وهذا أمر طيب سيعود على المصلين بالفائدة وكذلك تطبيق السنة النبوية.
ولكن كل ذلك يجب أن يكون بالتنسيق مع الأطباء ووزارة الصحة والمختصين في هذه الجائحة، ومدى إمكانية عدم تأثير الجائحة على المصلين في المساجد، وأهمية الحذر في إقامة الدروس والالتزام بالاحترازات الصحية، ونشكر جهود وزارة الأوقاف وبارك الله فيهم.
هذا، وقال د. سعد الشمري: نسأل الله تعالى أن يرفع عنا الوباء والبلاء، وأن يمن على مرضانا ومرضى المسلمين بالشفاء، فأقول وبالله التوفيق: إن صلاة الجماعة من أعظم شعائر الإسلام، وأن كيفيتها التي جاءت في السنة من تراص الصفوف وتمامها من حسن الصلاة، وهي بهذا من محاسن الإسلام، وصلاة الفرد خلف الصف صلاته ناقصة، وعند بعض أهل العلم صلاته باطلة، وبما أنه صارت مراجعات في كثير من الأمور التي كانت ممنوعة من أول وقت الجائحة فلابد بأولية النظر في المساجد وتراص صفوفها وبالإمكان التأكيد على احترازات مهمة من لبس الكمامة وإحضار السجادة وتعقيم اليدين دون الحاجة إلى التباعد الذي قد يخل بكمال الصلاة أو يفسدها، وبما أن وزارة الأوقاف بادرت إلى هذه الخطوة فعلى المعنيين في «الصحة» الاستعجال في هذا الأمر، مع العلم أن المصلين في الغالب هم أحرص الناس على الاحترازات الصحية، وقد من الله علينا قبل أن نصلي بواجب الطهارة، وهذا يعطي احترازا واجبا، والله الموفق.