أكد التربوي مبارك الحربي أهمية شغل أوقات الأبناء بشكل مختلف عن الروتين اليومي الذي بدأنا نلاحظه عند الكثيرين من أولادنا، من حيث استخدام الأجهزة الذكية التي باتت تشغل حيزا كبيرا من أوقاتهم وطريقة تفكيرهم وفي أحيان كثيرة بعيدا عن عيون الأهل ومن دون أي رقابة بناءة وفعلية.
وأوضح الحربي ان انشغال الأطفال بالهواتف النقالة والآيباد والحاسوب وغيرها لأوقات طويلة ينذر بكوارث صحية على أجسامهم ويسبب أمراضا متنوعة سواء في عيونهم أو عظامهم وعضلاتهم وكذلك يسبب مشكلات نفسية وأمراضا عصبية كالشعور بالوحدة أو العصبية الزائدة أو الانطواء وما إلى ذلك من أمور قد لا يكتشفها الأهل إلا بعد استفحالها وتحولها إلى مشكلات قد يصعب إيجاد الحلول المناسبة لها بالشكل السليم، وربما تنتج عنها مشكلات أكبر قد تحدث تغيرات سلبية كبيرة في حياة الأبناء وأسرهم كاللجوء إلى العنف أو الجريمة في بعض الأحيان.
وأشار الحربي إلى ضرورة الالتفات إلى أي تغيرات تحدث في تصرفات الأبناء مهما كانت أعمارهم منذ الطفولة المبكرة مرورا بمرحلة المراهقة وصولا إلى الشباب، وأن يكون هناك تواصل دائم بين الأم والأب والأبناء ومحاورتهم بأسلوب قائم على الثقة والنص والإرشاد بطريقة غير منفرة، وأن يحرص الأهل على اكتساب ثقة الأبناء والحديث معهم حول أي إشكاليات قد تواجههم وتقبل الأسئلة منهم ونقاش أي موضوع يريدون السؤال عنه بعيدا عن التهرب غير المبرر أو التعنيف كي لا يشكل ذلك عائقا أو حاجزا بين الابن وأسرته ولتبقى الأسرة هي الملاذ الآمن له وبما يمنع لجوءه للآخرين الذين لا نعرف مدى حرصهم على مصلحته سواء من الأصدقاء المقربين والمعروفين لدينا أم من الأصدقاء الذين اكتسبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذين غالبا ما يكونون أصدقاء وهميين غير معروفة توجهاتهم ولا اهتماماتهم وربما كانت العلاقة معهم قائمة على نية الابتزاز أو الإساءة للأبناء بصورة أو بأخرى.
كما تمنى الحربي عودة الأنشطة بأنواعها وأن تعود الأندية الصيفية والنوادي الرياضية ومراكز الترفيه بما يسهم بتفريغ طاقات الشباب عموما والأبناء الصغار أيضا بأشياء مفيدة وتحت إشراف الجهات المعنية والمتخصصة، وبما يسهم بالحفاظ على أطفالنا من الضياع بسبب حرصنا عليهم وخوفنا من «كورونا» ونكون قد رمينا بهم في أحضان الضياع بأيدينا، مبينا أن عودة المدارس بإذن الله تعالى والدوام فيها ستشكل انفراجة كبيرة ومهمة في سبيل عودة الأبناء إلى التربية الحقيقية والتعليم الفعال على مقاعد الدراسة وعبر التواصل المباشر مع المعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية الذين سيكون لهم الدور المساند والداعم لتربية الأسرة من خلال متابعة الأبناء وملاحظة ما يستجد عندهم من تغيرات سلوكية ورصدها بشكل مباشر للتعامل معها من بداياتها.
ودعا الحربي الله تعالى أن يحفظ الكويت وشعبها بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد وأن يديم عزها وأمنها واستقرارها، وأن ينجح أبناؤها في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم نحو مستقبل أكثر إشراقا في جميع المجالات.