- نتمنى الرجوع إلى «أيام زمان» حيث كانت الحياة أبسط وأجمل والتواصل أكثر
ندى أبونصر
لأكثر من 6 ساعات، حبس العالم أنفاسه الأسبوع الماضي عقب توقف «فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب» عن الخدمة، حيث تعذر على مئات الملايين في مختلف الدول «التواصل الافتراضي»، مما سلط الضوء على الاعتماد شبه الكلي على مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الأمور اليومية، وأثبت انها غدت جزءا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، كما انها غير مقتصرة على فئة عمرية أو ثقافية معينة، وباتت أيضا وسيلة جاذبة لا تقف عند حد معين ودائما في تجدد مستمر.
ولكن مع هذا التطور والانتشار الهائل والتأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، هناك العديد من الأسئلة تطرح نفسها حول مدى استخدامها مصدرا لتعلم ثقافات جديدة وتطوير الذات وتحسين العلاقات الاجتماعية، وأيضا هل ستصبح آثارها السلبية هي السمة الغالبة، وتكون على غير مسمى وتقطع العلاقات الاجتماعية ليستمر الإنسان في عزلته خلف الشاشات ليكون علاقات افتراضية؟، وهل تصل متابعة وسائل التواصل الى حد الإدمان؟، أم يمكن الاستغناء عنها والعيش دونها؟ «الأنباء» طرحت تلك الأسئلة على مجموعة من المواطنين واستطلعت آراءهم حول تأثير انقطاع «السوشيال ميديا» عليهم، وهل أعاد ذلك بعض الدفء الى العلاقات الشخصية، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال سامي الراشد ان فترة انقطاع «السوشيال ميديا» كانت فترة راحة لم تؤثر علي، وسعدت انني نمت مبكرا ذلك اليوم، ومن ليس لديه أعمال ضرورية يجب ألا يتأثر كثيرا بها، ودون وسائل التواصل الحياة افضل، وهي تأتي لنا بالجيد والسيئ، موضحا ان الإنسان مع الوقت يتأقلم مع كل ما هو جديد وأنا مع استخدام وسائل التواصل بشكل معقول ومقنن، حتى لا يتحول إلى إدمان ونسخرها لخدمة مصالحنا بشكل جيد.
بدورها، قالت فتوح العلي: أحب متابعة أخبار العالم وآخر تطورات الموضة، وأغلب الناس تأثروا بانقطاع وسائل التواصل مع انها عدة ساعات، وأرى ان «السوشيال ميديا» سهلت الحياة كثيرا، وقربت البعيد، وخاصة في التسوق وشراء المستلزمات، واصبح التواصل بشكل أفضل وأسرع، والحياة يجب ان تكون دائما في حالة تتطور ولا نعود للخلف ونستغل اي شيء يخدمنا ويسهل حياتنا.
من جانبه، ذكر يعقوب السلمان ان أغلب الشركات تأثرت بالانقطاع وخسرت الكثير وهناك بعض الدول أيضا تضررت لاعتمادها على التواصل عبر الإنترنت بشكل كلي، وخاصة بعد أزمة «كورونا»، ومن وجهة نظري فالتواصل عبر الإنترنت اصبح ضروريا سواء للأعمال أو التواصل العائلي، وبات البعيد قريبا، وفكرة السفر أيضا غدت أسهل من قبل.
وأضاف السلمان: أصبحنا نرى أبناءنا ونتواصل معهم خلال غيابهم عنا والجيل الحالي اعتاد على وسائل التواصل بشكل كبير، على خلاف ما كان في السابق، حيث كان الجميع يتواصلون عبر طريق الزيارات العائلية والتواصل الشخصي مع الأقارب، وأنا شخصيا أفضل التواصل مثل «أيام زمان» ولكن لا نستطيع ان نعيد الأيام فكل شيء يتطور، وأبناؤنا تفكيرهم مختلف عنا وخلال السنوات المقبلة سوف يزداد هذا التواصل الإلكتروني لأن هذا الجيل أصبحت حياته كلها معتمدة على الإنترنت مهما كلفه هذا الأمر.
من جهته، أوضح إسماعيل بهمن ان الانقطاع لم يؤثر عليه كثيرا ولكن فئة الشباب هم من تأثروا بشكل كبير لأنهم اعتادوا على التواصل عبر الإنترنت فقد سهل الأمور كثيرا وأصبح من الضروريات في الحياة، ولكن للأسف قلل التواصل حتى بين أفراد العائلة الواحدة وأصبح كل فرد منعزلا مع هاتفه، فهم يجلسون معا ولكن لا يتواصلون ولا يتحدثون وهذا من أكثر الأمور سلبية، فقد كان التواصل قديما أقوى.
في السياق ذاته، أكد عبدالرضا ملك انها كانت فترة راحة أخذت خلالها قسطا من الراحة، ولم تؤثر علي في شيء، ولكن يجب مواكبة العصر الحالي فوسائل التواصل سهلت الحياة كثيرا ولها العديد من الإيجابيات، وأصبح أولادنا عندما يسافرون للدراسة بالخارج نشعر بأنهم بقربنا فنتواصل معهم يوميا وكأننا نراهم، مشيرا الى ان السلبية الوحيدة هي انه عند اجتماع العائلة والأصدقاء لم يعد هناك تواصل حقيقي وكل شخص يتابع هاتفه.
وذكرت ام عقيل انها شعرت بالراحة كثيرا عندما انقطعت وسائل التواصل، مضيفة: للأسف أصبحنا في المنزل لا نتحدث مع بعضنا وأولادي كل مع هاتفه حتى عند الذهاب إلى المطعم أو الخروج في العطلة، فالتواصل قل كثيرا حتى داخل العائلة الواحدة، ولاحظنا هذا الإدمان أكثر بالكويت ودول الخليج، أما في أوروبا فلم أر كل هذا، فهل يعقل أن طفلا عمره 13عاما أوقف العالم، فنحن لدينا أطفال تعاني من مشكلات في الكتابة، وأتمنى الرجوع إلى «أيام زمان» حيث كانت الحياة أجمل والتواصل أكثر، ولا ننكر ان الإنترنت ووسائل التواصل سهلت بعض الأمور ولكن السلبيات أكثر وأتمنى ان تظل تلك الوسائل مقطوعة وترجع الحياة مثلما كانت قديما.
الحربي: توجيه الأسرة والأبناء للاستخدام السليم لوسائل التواصل
أكد الخبير التربوي مبارك الحربي أهمية ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها عند الجميع خصوصا الأبناء، حيث انها أصبحت تشغل معظم أوقاتهم وتلهيهم عن الكثير من الأمور المهمة كالدراسة وممارسة الهوايات المفيدة والألعاب المسلية.
وأشار الحربي إلى أن مراقبة التطبيقات التي يتابعها الأبناء والبنات أمر واجب على الأبوين، وعليهما غرس الثقة بالنفس لدى أولادهما والتواصل معهم بشكل إيجابي، إضافة إلى ترسيخ المبادئ الإسلامية والأخلاقية والتربوية الصحيحة في نفوسهم، فالعالم الافتراضي هذه الأيام بات يشكل خطورة كبيرة على القيم المجتمعية وعلى التربية الحقيقية التي ينشدها أولياء الأمور.
وأوضح الحربي أن انقطاع بعض التطبيقات مثل «واتساب» و«انستغرام» و«فيسبوك» وغيرها أمر وارد وقد يتكرر بشكل مستمر مادام المشرفون عليها بشر وهي تابعة لشركات، فقد تكون أعطالا تقنية غير مقصودة وربما مقصودة وموجهة، حيث نلاحظ الخسائر الكبيرة التي تصيب هذه المواقع والشركات التابعة لها، إضافة إلى الحرب الالكترونية ومايتعلق بأمن المعلومات.