عاطف رمضان
طالب عدد من المثقفين والكتاب وأصحاب المكتبات، الجهات المعنية بإقامة معرض الكتاب الدولي هذا العام، مؤكدين انه يعكس الوجه الثقافي للكويت وأسباب تحويله من دولي الى محلي غير مقنعة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مركز طروس مساء أمس الاول بعنوان «لماذا غاب معرض الكتاب الدولي هذا العام؟»، موضحين أن اقامة المعرض محليا تؤثر سلبا على تراجع الكويت ثقافيا، وكثير من الدول العربية بدأت تقيم معارض للكتاب وتفتح منافذها للزوار، والمعرض ليس مقتصرا على بيع الكتب فقط بل يهدف لتبادل الثقافات بين الشعوب. وفي هذا السياق، قال رئيس مركز طروس محمد الثنيان ان كثيرا من الدول أقيم بها معرض الكتاب في حين غاب المعرض بالكويت هذا العام، مشيرا الى ضرورة عودته كما كان في السابق، لافتا الى ان الكويت كانت عاصمة الثقافة العربية، وإقامة معرض الكتاب محليا وليس دوليا من شأنها ان تؤثر سلبا على تراجع البلاد ثقافيا.
واستغرب الثنيان من عدم وجود اتحاد ناشرين او جمعية تنقل الهموم والمشكلات التي يعاني منها المثقفون في الكويت، مشيرا إلى ان تقدم أي دولة يقاس من خلال الثقافة.
من جانبه، أفاد ممثل مكتبة تكوين محمد العتابي بأن هناك كثيرا من الدول العربية التي كانت تعاني من تزايد انتشار كورونا تخطت هذه المرحلة وبدأت تقيم معارض للكتاب وتفتح منافذها للزوار، مبينا ان هناك أسبابا غير مقنعة لعدم إقامة معرض الكتاب بصورة دولية.
بدوره، أكد ممثل مكتبة ذات السلاسل تميم المنصور، أهمية الثقافة للمجتمع الكويتي، مطالبا بضرورة إقامة معرض الكتاب الدولي خاصة في ظل عودة الطاقة الاستيعابية للمطار بنسبة 100%، مناشدا الجهات المعنية سرعة اتخاذ قرار جريء لإقامة معرض الكتاب هذا العام.
من جهته، لفت فواز البحر الى ان كثيرا من دول العالم تسعى لتوصيل رسالة لشعوبها وانها قادرة على السيطرة وإعادة البهجة لهم وحكومتنا لديها أسباب غير منطقية لعدم إقامة معرض الكتاب دوليا واقتصاره على المحلية.
وأضاف البحر ان معرض الكتاب الدولي ليس مقتصرا على بيع الكتب فقط، بل يهدف الى نقل أو تبادل الثقافات وهو بمنزلة صالون ثقافي كبير عمره اكثر من 40 سنة.
من ناحيته، أفاد ممثل مكتبة دار قرطاس علي العوضي بأن الاقتراحات السابقة بإقامة معرض افتراضيا كانت محاولة فاشلة، والثقافة الكويتية بدأت تغيب، ولا توجد خطة ثقافية واضحة المعالم.
وأضاف العوضي: معرض الكتاب الذي أقيم في الرياض مؤخرا كان تنظيمه جيدا ويمكن الاستفادة من ذلك بالكويت، وكثير من اصحاب دور النشر بإمكانهم تنظيم معرض الكتاب الدولي بشكل افضل.
في السياق ذاته، قال الكاتب د.محمد البغيلي ان الاقتصاد المعرفي مهم، مشيرا الى ان الثقافة في الكويت امام أزمة حقيقية بسبب تأجيل إقامة معرض الكتاب أو تحويله الى محلي، مناشدا الجهات المعنية وضع الحلول اللازمة، ومقترحا تحويل مكان التطعيم من منطقة مشرف الى المراكز الصحية.
ولفت البغيلي الى ان الدولة أمامها مستقبل الطلبة والقراء أو المثقفين وأصحاب دور النشر الذين هم مواطنون لديهم عقود مع المكتبات الخارجية، ومن الضروري حمايتهم من الخسائر.
وذكر الاستاذ بقسم التاريخ في كلية الآداب جامعة الكويت د.عبدالهادي العجمي ان عدم اقامة المعرض هذا العام سيؤثر سلبا على الثقافة في الكويت، لأنه فعالية دولية استمرت لسنوات طويلة وليست مقتصرة على تحقيق الربح المادي، كما انه ظاهرة ثقافية عامة للوصول للفكر العالمي مثل «اكسبو دبي»، مبينا أن «كورونا» أثرت سلبا على الحالة التعليمية بسبب إيقاف المعارض المتخصصة.