ترجم تدهور الأوضاع الميدانية في إثيوبيا، سياسيا بتهديدات متبادلة وحرب تصريحات بين رئيس الوزراء آبي أحمد ومعارضيه من متمردي تيغراي وحلفائهم، تزامنا مع تقدم ميداني دفع الحكومة لإعلان حالة الطوارئ.
فقد توعدت مجموعة متمردة من عرق أورومو، حليفة جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل القوات الموالية للحكومة في شمال إثيوبيا، امس، بالاستيلاء على العاصمة أديس أبابا في وقت قريب.
وردا على سؤال حول احتمال دخوله العاصمة، قال الناطق باسم جيش تحرير أورومو، أودا طربي لوكالة الصحافة الفرنسية: «إذا استمرت الأمور على التوتيرة الحالية فستكون حينئذ مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع». وذلك بعد أيام من إعلان الجبهة سيطرتها على مدينتي ديسي وكومبولشا، الاستراتيجيتين على بعد نحو 400 كيلومتر شمال أديس أبابا. في الوقت نفسه، أعلن جيش تحرير أورومو انه دخل الى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي على بعد 320 كيلومترا من العاصمة.
وأضاف طربي ان مقاتلي جيش تحرير أورومو وجبهة تحرير شعب تيغراي «انضما أساسا لبعضهما بعضا وهما على اتصال دائم»، مؤكدا أن سقوط رئيس الوزراء «محسوم».
من جهته، وصف الناطق باسم جبهة تحرير تيغراي غيتاشو رضا حالة الطوارئ التي فرضها آبي أحمد وحكومته بأنها «تفويض مطلق لسجن أو قتل عناصر جبهة تيغراي». وكتب على تويتر «فيما أصبح النظام على وشك الانهيار، يطلق آبي ومساعدوه أجواء رعب وانتقام».
وبفرض حالة الطوارئ الذي أعلن أمس الأول، ستتمكن السلطات الإثيوبية من تجنيد «أي مواطن في سن القتال ويملك سلاحا» أو تعليق وسائل الإعلام التي يشتبه في أنها «تقدم دعما معنويا مباشرا أو غير مباشر» لجبهة تحرير شعب تيغراي، بحسب ما أوردت وسيلة الإعلام الرسمية «فانا برودكاستينغ كوربوريت».
في المقابل، اتهم آبي أحمد امس، تحالف المتمردين بتحويل إثيوبيا الى ما يشبه ليبيا أو سورية. وقال «يريدون تدمير دولة لا بناءها»، داعيا الإثيوبيين إلى الوحدة.
وهدد رئيس الوزراء الإثيوبي بدفن أعداء حكومته «بدمائنا»، وقال في كلمة ألقاها خلال فعالية في مقر للجيش بأديس أبابا: «الحفرة التي تم حفرها ستكون عميقة جدا، وستكون حيث يدفن الأعداء وليس حيث تتفكك إثيوبيا».
وأضاف: «سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا وسنعلي مجد إثيوبيا من جديد».
وأعلنت دقيقة صمت في مراسم تأبين بالشموع المضاءة لإحياء ذكرى قتلى يوم الثالث من نوفمبر 2020 عندما استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في الإقليم الواقع بشمال البلاد.
وفي السياق، نصحت الولايات المتحدة مواطنيها بعدم السفر إلى إثيوبيا بسبب «النزاع المسلح والاضطرابات الأهلية وانقطاع الاتصالات والجريمة واحتمال وقوع إرهاب واختطاف في المناطق الحدودية».
وجاء في تحذير محدث من السفر إلى البلاد أن «السفر إلى إثيوبيا غير آمن في الوقت الحالي بسبب النزاع المسلح الدائر. وقد تقع حوادث الاضطرابات المدنية والعنف العرقي دون سابق إنذار».
ودعت السفارة الأميركية في أديس أبابا أيضا المواطنين الأميركيين في إثيوبيا إلى الاستعداد لمغادرة البلاد.
من جانبه، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأمين العام «قلق للغاية» من التطورات وإن «استقرار إثيوبيا والمنطقة الأوسع على المحك». وجدد دعوته إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وإيصال المساعدات العاجلة، وإلى حوار وطني شامل لحل الأزمة.
من جهتها، نددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشال باشليه بـ «وحشية قصوى» تطغى على النزاع في إقليم تيغراي، وذلك خلال عرضها نتائج تحقيق مشترك أجري مع الإثيوبيين وخلص إلى احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية ارتكبها كل الأطراف.
يذكر أن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قادت ائتلافا حكم إثيوبيا نحو 30 عاما لكنها فقدت نفوذها عندما تولى آبي السلطة في 2018 بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت سنوات.
وأودى الصراع بحياة آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليونين على النزوح عن ديارهم وتسبب في تعرض نحو 400 ألف شخص في تيغراي لخطر المجاعة.
ومع امتداد القتال إلى إقليمين آخرين تزعزع الاستقرار في البلد الذي يزيد سكانه على 110 ملايين نسمة والذي كان يعتبر حليفا مستقرا للغرب وسط منطقة مضطربة.
وبعد إعلان حالة الطوارئ تواترت أنباء عن اعتقال أشخاص من تيغراي في العاصمة على أساس عرقي واقتياد الشرطة لهم أمس الأول.
وقــال أحد السكــان لـ«رويترز» إنه رأى الشرطة في حي بولي في وسط المدينة توقف الناس عشوائيا في الشارع وتطلب منهم إبراز بطاقات هوياتهم التي تحدد عرقيتهم.
«الخارجية» تدعو المواطنين الكويتيين في إثيوبيا إلى مغادرتها فوراً
«كونا»: دعت وزارة الخارجية، في بيان لها امس المواطنين الكويتيين المتواجدين في إثيوبيا إلى مغادرتها فورا، كما دعتهم إلى التواصل مع سفارة الكويت في أديس أبابا لتسجيل أسمائهم وبياناتهم.
وأهابت الوزارة بالمواطنين الكويتيين الراغبين بالسفر إلى اثيوبيا إلى التريث وتأجيل سفرهم نظرا للأوضاع التي تشهدها حاليا وللتواصل على هواتف الطوارئ التالية:
٭ 251945627900+
٭ 96522225541+
٭ 96522225540+