دعا الاتحاد العام للشغل في تونس لإضراب عام في القطاعين العام والخاص في بلدة «عقارب» جنوبي البلاد، حيث توفي شاب عقب احتجاجات على خطط الحكومة لإعادة فتح مكب نفايات، فيما قال مسؤول قضائي إن النيابة العامة في ولاية صفاقس أمرت بالتحقيق في الواقعة.
وتعتبر الاحتجاجات بعقارب هي أول اختبار جدي لحكومة نجلاء بودن التي عينها الرئيس قيس سعيد الشهر الماضي في كيفية الرد على الغضب والإحباط المتناميين بسبب سوء الخدمات العامة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الصعبة.
وأغلق المحتجون خلال الاحتجاجات التي اندلعت مساء امس الأول الطرقات وأشعلوا الإطارات المطاطية لمطالبة السلطات بالتراجع عن قرار إعادة فتح مكب للنفايات في المنطقة.
وأحرقوا امس مقرا للحرس الوطني ودخلوا في مناوشات مع الشرطة التي بادلتهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف. وتسبب المناوشات في وفاة شاب، وقال الأهالي إنه كان في حالة اختناق لدى نقله إلى المستشفى. وقال المتحدث باسم محاكم صفاقس مراد التركي إنه جرى إيداع جثة الشاب لدى الطب الشرعي لتشريحها ومعرفة أسباب الوفاة.
وأفادت مصادر في المستشفى الذي نقل إليه ومن عائلته، بأن الشاب توفي بعد استنشاقه غازا مسيلا للدموع استعملته قوات الأمن التونسية لتفريق محتجين. وقال مسؤول في المستشفى لوكالة فرانس برس: «نقل عبدالرزاق لشهب لمستشفى عقارب وكان في حالة اختناق». وأوضح قريبه حسين لشهب «أصيب باختناق خلال التظاهرة بسبب الغاز، ونقلته إلى المستشفى حيث توفي».
وأضاف: «الغاز المسيل للدموع تسرب داخل المستشفى».
وأكدت شقيقة الشاب المتوفى التي تعمل ممرضة في المستشفى في تصريحات إعلامية «رموه بالغاز، قتلوه بالغاز». وأكد «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» أن وفاة الشاب «نتجت عن الاستعمال المكثف للغازات».
لكن السلطات التونسية نفت أن يكون الشاب البالغ من العمر 35 عاما، توفي بسبب الغاز، مشيرة الى وعكة صحية.
وقالت وزارة الداخلية إن الشخص المتوفى لا علاقة له بالاحتجاجات، وأوضحت في بيان أن «المعني بالأمر توفي إثر إصابته بتوعك صحي طارئ بمنزله الكائن على بعد 6 كيلومترات من مكان الاحتجاجات، ثم نقله أحد أقاربه إلى مستشفى المكان حيث فارق الحياة».
كانت وزارة البيئة أعلنت أمس الأول إعادة فتح المصب للحد من أزمة تراكم أطنان من النفايات المنزلية منذ أسابيع في صفاقس والتي باتت تهدد بكارثة بيئية في الولاية.
وصدر حكم قضائي بغلق مكب نفايات بعقارب الواقعة على بعد 20 كلم من صفاقس منذ 2019 بعد احتجاجات متكررة من الأهالي في عقارب بسبب الأضرار البيئية التي لحقت بالمدينة.
وتم إغلاق المكب العام الحالي بعد أن اشتكى أهالي البلدة من انتشار الأمراض وقالوا إنهم يعانون من كارثة بيئية بعد أن بلغ المصب طاقته القصوى.
لكن إغلاقه بقرار قضائي تسبب في تراكم آلاف الأطنان من النفايات المنزلية لمدة شهر تقريبا في الشوارع والأسواق وحتى أمام مستشفيات صفاقس، ثاني أكبر مدينة تونسية، مما دفع الآلاف للاحتجاج في صفاقس.
وتحت ضغط الاحتجاجات في صفاقس ومع تصاعد الغضب هناك، قررت الحكومة إعادة فتح مكب النفايات في عقارب أمس الاول.